علي الزبيدي ||
باحث في الشأن السياسي والاعلامي
منذ ان فرض الاخ الحج على الانسان منذ زمن ابراهيم ع نبي الله انطلقت حكمة الله في جعل البشر متساوين في المظهر والمصدر
المظهر هو لبس الاحرام
والمصدر هو عبادة الله واظهار الطاعة لهذه المناسك التي يؤديها الانسان المسلم والمؤمن بتعاليم وفروض رب العالمين سبحانه وتعالى والخضوع الكامل لاوامره ونواهيه في كل ماجاء لهذه الشعيرة المقدسة لا اقدس بقعتين في العالم هنا الكعبة المشرفة ومسجد الرسول محمد ص التي تشد اليه الرحال في كل عام للحج
إن فريضة الحج تعتبر مؤتمر المسلمين الأكبر، الذي يجمع المسلمين من كافة أقطار الأرض، وهو فرصة لاجتماع الأمة وتقاربها، ومناقشة قضاياها المصيرية، وتعزيز علاقة الأخوة والترابط، وتعميق ثقافة الجسد الواحد، والتناصح فيما بينهم، في هذا الموقف الجليل من...
لا شك أن من مقاصد هذا الدين العظيم: الحث على الاتحاد، ونبذ الفُرقة والاختلاف، فالإسلام يحثّ أتباعه على الاعتصام بحبل الله جميعًا، وينهاهم عن التفرق والاختلاف، ولذا شرع لنا ديننا الاجتماع والتعارف، والاتحاد والتآلف.. والمتأمل في كثير من معالم هذا الدين العظيم، يجد أن كثيرًا من الطاعات الكبرى تُؤدَى في صورة جماعية؛ حيث يتلاقى المسلمون في عباداتهم، ويتفقد بعضهم بعضًا، ويتألفون فيما بينهم، ويشعرون بالأخوة الإيمانية، وتنمو بينهم رابطة الأخوة، فالصلاة وهي أعظم العبادات بعد التوحيد، أُمر المسلم أن يؤديها مع الجماعة، حتى يتعارف أهل الحي الواحد من المجاورين للمسجد، وتتعمق بينهم أواصر الأخوة الإسلامية. وكذا الصيام، فهو عمل جماعي كبير، وإن صوم شهر رمضان عمل فيه قدر كبير من المشقة، ولكن جماعية الطاعة واجتماع المسلمين على الصوم تخفف كثيرًا من هذه المشقة. وكذا الزكاة؛ فهي تجمع بين أبناء الأمة الواحدة، وتؤلف يما بينهم، ويشعر الغني بآلام الفقير ومعاناة اليتامى والمساكين، فتمتد يده بالعطاء؛ رغبة فيما عند الله وابتغاء حسن الثواب من الله -تعالى-.
أما الحج، فتتجلى فيه مظاهر وحدة الأمة، وتتعزز من خلاله أواصر الأخوة الإيمانية؛ إذ يجتمع المسلمون من شتى بقاع الأرض، المسلم الإفريقي والآسيوي والأوروبي، والأمريكي، الأبيض والأحمر والأسود، الرئيس والمرءوس، الغني والفقير، القوي والضعيف، يتجمعون في مكان واحد؛ لأداء مناسك الحج، يرجون فضل ربهم الواحد، ويتبعون سنة نبيهم -صلى الله عليه وسلم-.
إن فريضة الحج تعتبر مؤتمر المسلمين الأكبر، الذي يجمع المسلمين من كافة أقطار الأرض، وهو فرصة لاجتماع الأمة وتقاربها، ومناقشة قضاياها المصيرية، وتعزيز علاقة الأخوة والترابط، وتعميق ثقافة الجسد الواحد، والتناصح فيما بينهم، في هذا الموقف الجليل من مواقف الأمة المسلمة، ويجب على الأمة أن تستثمر هذه المناسبة العظيمة لإصلاح واقعها في جميع جوانبه، وتعميق آصرة الأخوة بين أبنائها.
وإن كثرة عدد الحجيج في كل عام، واختلاط الناس، مع اختلاف لغاتهم وطباعهم، وشدة زحام الموسم بالحجيج، يبين كثيرًا من أخلاق الإنسان في أوقات الشدة، وإنما سُمِّي السفر سفرًا لأنه يُسفِر ويكشف عن أخلاق الإنسان. وإن من أبرز الدروس التي ينبغي للمسلم أن يتعلمها من مدرسة الحج: تحقيق الأخوة الإيمانية، فالحجاج لم يجتمعوا في هذه الرحلة المباركة لمصالح دنيوية، ولا لأمور شخصية، وإنما اجتمعوا على طاعة الرحمن؛ فينبغي للحاج أن يعرف لإخوانه حقهم، فيكرمهم، ويحسن إليهم، ويحلم عليهم، ويتجاوز عنهم، ويعين ضعيفهم، ويوقر كبيرهم، ويحرص على راحة إخوانه، ويحذر من أذيتهم أو مزاحمتهم، أو التضييق عليهم، ويحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكرهه لنفسه، ويتحمل أذاهم، ويصبر على بعض ما يصدر منهم من زحام، أو تصرفات مقصودة أو غير مقصودة، ويتعلم كذلك السخاء، والإنفاق، والبذل، وإطعام الجائع، ومساعدة الملهوف، وإعانة المحتاج؛ لأن الحج ينمِّي الأخوة الإسلامية من خلال الانتفاع المادي الذي قد يحققه الحاج خلال فترة حجه.
إن الحج رحلة إيمانية عميقة، فيه عبادات جليلة عظيمة، وذكريات عَبِقَة كريمة. وخير الحجيج أنفعهم لإخوانه المسلمين، وأصبرهم على أذى الناس، وأتقاهم لله -تبارك وتعالى-. ألا ما أحوج أمة الإسلام اليوم إلى الوحدة بين أبنائها، وتلافي أسباب الخلاف والشقاق، وأن يكونوا صفًّا واحدًا مترابطًا، خاصة مع الفتن والشدائد التي تجتاح بلادهم، بلدًا تلو الآخر، وأن يعتصموا بحبل الله جميعًا ولا يتفرقوا، فالخلاف كله شر، ومفتاح شرور كثيرة.
ومن أجل بيان دور الحج في توحيد الأمة الإسلامية، وبيان أهمية اتحادهم وخطورة تفرقهم، وضعنا بين يديك أخي الخطيب الكريم مجموعة خطب منتقاة توضح أهمية هذه العبادة العظيمة، وكيف يغتنمها المسلمون في توحيد صفهم، ونسأل الله أن يرزقنا وإياكم الإخلاص في الأقوال والأعمال، إنه ولي ذلك والقادر عليه ويحث الاسلام وهو الدين الحنيف على المسلمين ان يبدا اثر الحج عليهم إثناء الحج من التحلي بالخلق الكريم ومن بعد العودة وحصول القبول والعهد من المسلم بالتوبة وترك المعاصي عند العودة الى ديارهم ومواطنهم وهو هذا الهدف الاسمى للحج هو تقويم شخصية الحاج وان يلتزم بالفرائض ويقلع عن المعاصي .
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha