نصير مزهر الحميداوي ||
الانتظار الإيجابي طريق لإصلاح الجسم والروح من الفساد والدنس، الانتظار الواقعي هو الاستعداد النفسي والفكري، والأخلاقي، والروحي، لمثل ذلك المشرق العالمي، ويتم ذلك عن طريق إصلاح المجتمع والتطبيق العميق للمناهج الفكرية، والأخلاقية والاجتماعية للرسالة.
الانتظار الإيجابي يعني عدم ذوبان المسلم في المحيط الفاسد، وعدم انقياده للانحراف الجارف، وذلك حين ينتشر الفساد وينغمس الأكثر في ذلك الفساد، يجد الناس اصحاب القلوب النظيفة أنفسهم في طريق مسدود ينطلق منه اليأس، إلا أنهم بانتظارهم الصحيح يفكرون في معالجة المجتمع، وإصلاحه والمحاولة للصمود والثبات على الطريق، وعدم التدنس بالرذيلة والخطيئة، ولولا هذا الشعور لأخذهم تيار الفساد نحو السقوط والهبوط، والابتلاء بمجاراة المحيط الفاسد، ولا يستطيعون الحفاظ على أنفسهم كأقلية صالحة في وسط مجتمع فاسد، ورهيب، ويعملون بالأصل الفاسد والثقافة المنحرفة القائلة (حشرٌ مع الناس عيد).
الانتظار السليم محصن بالأقلية الصالحة أمام أمواج الفساد، ومواصلة مسيرة الطهارة وصيانة النفس، وإصلاح الآخرين والصمود على الطريق، شوقاً للقاء دولة الإمام المهدي العادلة، وإنّ الإيمان بهذا الأمر يترسخ كلما اشتد الظلم، والانتظار يشتد كلما سادت الفضوى وعمّ الفساد والانحراف، يقول الإمام الصادق (من سرّه أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر، فإن مات وقام القائم بعده، كان له من الأجر مثل أجر من أدركه)
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلّم:
أفْضَلُ أعْمَال اُمَّتِي انْتِظَارُ فَرَج اللهِ عزّ وجل
ميزان الحكمة ج١ ص١٨٢
قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام: ليعدن أحدكم لخروج القائم ولو سهما فإن الله تعالى إذا علم ذلك من نيته رجوت لأن ينسئ في عمره حتى يدركه فيكون من أعوانه وأنصاره.
كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني ص٣٣٣
عن الإمام علي (عليه السلام)
انتظروا الفرج ولا تيأسوا من روح الله، فإن أحب الأعمال إلى الله عز وجل انتظار الفرج.
عن الإمام زين العابدين (عليه السلام)
انتظار الفرج من أعظم الفرج .
عن الإمام الكاظم (عليه السلام)
انتظار الفرج من الفرج.
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)
انتظار الفرج بالصبر عبادة.
عن الإمام الصادق (عليه السلام)
من دين الأئمة الورع والعفة والصلاح... وانتظار الفرج بالصبر.
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)
أفضل أعمال أمتي انتظار فرج الله عز وجل.
عنه (صلى الله عليه وآله)
أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج من الله عز وجل.
عنه (صلى الله عليه وآله)
أفضل العبادة انتظار الفرج.
عن الإمام علي (عليه السلام)
أفضل عبادة المؤمن انتظار فرج الله .
ميزان الحكمة الجزء الأول ص١٨٢
فجدوا و اجتهدوا وانتظروا، هنيئآ لكم أيتها العصابة المرحومة.
معرفة كيفية الانتظار أمر مهم جداً لأننا نتحدّث عن فترة طويلة استمرت قروناً حتى الآن ومر فيها أجيال وأجيال، ضمن ظروف مختلفة وفرص متفاوتة، ولا يمكن ترك هذه الأجيال بلا تكليف واضح ومحدد، فما هو تكليف هذه الأجيال في هذه الفترة وكيف من المفترض أن يكون انتظارها لظهور الإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف ولتحقق الفرج على يديه؟
· الانتظار الإيجابي عند الإمام السيد موسى الصدر
ليس معنى الانتظار ترك الشيء على الآخرين، فإن معناه عدم الانتظار والاستسلام! فعندما نقول إننا في حالة الانتظار فماذا يعني ذلك؟ بالتأكيد لن يكون معناه أن نقعد في بيوتنا، وننام، ونأكل ولا نبالي ولا نراقب، هذا ليس اسمه الانتظار، الانتظار معناه أن نكون على استعداد، سيوفنا بأيادينا، بنادقنا بأيادينا، ونتدرب، ونتجند، ونهيئ أنفسنا، ونضع أجهزة للكشف حتى نعرف متى يكون هذا الهجوم المفاجئ، هذا معنى الانتظار، وأما نحن، فعندما نقول إننا بانتظار المهدي عليه السلام، فإننا نكون في انتظار إمامٍ سيملأ العالم قسطاً وعدلاً، بعدما ملئت ظلماً وجوراً! فكم هو عظيم هذا الحلم، وكم هو كبير هذا الهدف، وهل سيكون تحقيق هذا الهدف بيد المهدي عليه السلام، وحده؟ لا! بمساندتنا نحن الذين نريد أن ننصر المهدي عليه السلام على العالم، بعرضه وطوله.
نحن منتظرون، يعني نتهيأ للقيام بهذا الدور متى ما دُعينا إليه، حينها ينبغي أن نترك كل ما نملك ونكون مستعدين، والاستعداد يشمل التدريب: التدريب النفسي، التدريب الفكري، التدريب الروحي، التدريب الجسدي، والفني والعسكري...الخ، فهل يكون الواحد مؤمنا بقلبه ولا يمارس إيمانه في جسده؟ هذا لا يمكن! فإذا كان الشخص، يريد أن يقول أنا مؤمن بقلبي، ولكن في الخارج لا يمارس أي عمل يدل على وجود هذا الإيمان في قلبه، فهذا أمر مستحيل قال تعالى ﴿ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون﴾ الإنسان الذي يريد أن يحتفظ بإيمانه يجب أن يمارس إيمانه، ولا يمكن له أن يفصل جانبه المادي عن المعنوي، فالعمل
الخارجي يعكس العمل النفسي، والعكس بالعكس. فإذا ما مارسنا إيماننا، قمنا بواجبنا.
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha