يوسف الكاتب ||
يقول الله سبحانه وتعالى في القران الكريم (ولقد كرمنا بني ادم) وجعلناه خليفة في الأرض بعدما زودناه بالعلم والإيمان وحسن الخلقة وخلقناه (في أحسن تقويم) فأصبح الإنسان سيد الكائنات بالعقل والطاعة باعتباره يحمل مشروع السماء .. ومن بين التشريعات النورانية كلفه بالحج عند الاستطاعة ، وقد ذكر القران الكريم الحج احد عشر مرة .. ويعتبر الحج مؤتمراً سنويا يستعرض به هذه العبادة الإلهية بصور تسحر الألباب وتدعونا للتأمل والتدبر والتفكير ..
ونحن هنا نحاول قراءة الحج من النظرة المعاصرة والأكاديمية .. قراءة جديدة وبأسلوب فني وإعلامي .
· واد غير ذي زرع
وصل النبي إبراهيم (ع) ومعه زوجته هاجر وطفله الرضيع إسماعيل ، الى مكان تحيطه الجبال والوديان ، وعندما نظروا لهذا المكان حيث لا ماء فيه ولا زرع .. وعبّر القرآن بـ (بواد غير ذي زرع) وهو تعبير جميل دلالته أن هذا المكان غير صالح للحياة بسبب انعدام الماء ، أي ليس بإمكان الإنسان ان يعيش فيه ، لاسيما ان لديهم طفل رضيع هو (إسماعيل) .. نظر إبراهيم (ع) الى زوجته هاجر وقال لها : امكثي أنتِ وإسماعيل في هذا المكان وأنا سأغادر .. تطلّعت إليه هاجر ثم استسلمت ! .. بعدها دعا إبراهيم (ع) : ( ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع) .. فمر زمن حتى نفذ ما كان عندهم من ماء وطعام .. عندها نظرت هاجر الأم الى ابنها وهو بأمس الحاجة الى الماء والطعام (الحليب) .. فالأم لا تتحمل ان ترى طفلها بهذه الصورة ، فانطلقت تهرول علّها تحصل على ماء ما بين جبل الصفا وجبل المروة ، وهي تتمم بالدعاء الى الله سبحانه وتعالى ، وفي المرة السابعة ، أي بعد التعب والعناء وبعد أن خارت قواها ، نظرت وإذا الماء ينبثق تحت قدم إسماعيل اليمنى ..
ورب سائل يسأل : كيف تؤكدون ان الماء نبع من تحت قدمه اليمنى ؟
نجيب بالقول : أن كل الأنبياء والأولياء والصالحين يستخدمون اليمين ، فهي علامة من علامات (أصحاب اليمن) .
والعين الماء التي إنفجرت هي (زمزم) ، فشرب إسماعيل الماء ، وشربت هاجر ، فدرّ الحليب من صدرها وأرضعته .
https://telegram.me/buratha