ال
علي الشمري ||
أصدرت الحكومة في الشهرين الماضيين، أمراً بتعيين الاوائل و حاملي الشهادات العليا، و بالفعل تم تعيينهم و تنسيب الاوائل الى بعض وزارات الدولة و ذوي الشهادات العليا الى وزارة التعليم العالي و التي بدورها نسبت معظمهم الى الجامعات و الكليات و المعاهد الحكومية بصفة تدريسيين.
من بين هؤلاء، منتسبين مستمرين على ملاك هيئة الحشـ /ـد الشعبي ، كيف حصل ذلك؟، السبب يعود الى عدم إمكانية تتبعهم من خلال مجلس الخدمة الاتحادي و عدم ظهور التقاطع الوظيفي لأسمائهم، كون الهيئة مسجلة بارقام لا بتفاصيل و اسماء، لأسباب كثيرة لا يتسع المجال لذكرها.
فحصلوا على كودات تعيين، و ظهرت اسمائهم بالتعيينات الأخيرة، من بعدها قدموا استقالتهم من هيئة الحشـ /ـد الشعبي. من هنا بدأ الاشكال و الحديث عن خيانة هؤلاء لهذه المؤسسة و بدأت تحركات لغرض تغريمهم و محاسبتهم قانونياً.
أولاً، إن العلاقة التي تربط الإنسان بَمؤسسة ما يجب ان ترتبط بحاجة فوق مادية، فإما أن أضيف أنا لهذه المؤسسة إضافة اعتقد إنها نوعية و مستدامة، أو هي تضيف لي ذلك
اما أن تتحول هذه المؤسسة الجهادية الى مصدر رزق ، يرغب الشخص بدخوله حتى ياكل خبز... علينا هنا توقع الكثير من الحالات السلبية
كأن يُظهر الشخص عقيدة موالية للمتبنى الفكري للهيئة، من ثم ينقلب عليها بعد التعيين.
أو ينخرط في أنشطة تطوعية داعمة لهذه الهيئة لغرض التعيين، و بعد حصوله عليه، يُظهِر خمول و كسل و مزاجية منقطعة النظير
أو يبحث الشخص عن طريقة تمكنه (بالإضافة لراتبه) الاسترزاق من الداخِل... و مصاديق ذلك كثيرة
معالجة هذا الأمر، تكون عن طريق إيجاد حالة فكرية من الداخل، ان تتحول مجموعة الى تيار فكري يسري بين الأفراد، و تكون لهم ملتقيات و ندوات و برامج خاصة و جاذبة... تكون أهدافها التنمية الفكرية المستدامة، و إدامة روحية الجهاد في التحديات المختلفة التي تواجهها الهيئة، و هذا لا يمكن تحقيقه إلا بقرار مركزي من القيادية "الجهادية" للهيئة
ثانياً، التعامل بندية مع حاملي الشهادات العليا، هو أمر يُجانب الحِكمة، فهؤلاء لم يشعروا بوجودهم الحقيقي داخل الهيئة، بل إنهم يشعرون بالإهانة نتيجة للتعامل الاداري الذي لا يستند الى ضوابط التدرج الوظيفي (بنظرهم).. فأحياناً قد يكون مسؤولهم حاصل على شهادة اعدادية مثلاً!
بإمكان الهيئة، أن تُقدِم نموذج عاقل في التعامل معهم، تحول التحدي الى فُرصة (فهم لا يمثلون تهديداً)، و تحول وجودهم داخل الكليات و الجامعات كممثلين غير رسميين للهيئة، يُدعمون لإقامة البرامج و المحافل المختلفة، يتصدون للأنشطة الثقافية و التعبوية، و يشكلون تيار فكري مواجه للتيارات الفكرية المتنوعة داخل الجامعات... كذلك تدعم الهيئة هذا الوجود بالطرق الرسمية و التنسيقات المتاحة، خصوصاً و إن وزير التعليم العالي هو في الواقع وزير الحشـ/ـد
هذه فرصة كبيرة لإدارة ملف مهم و حساس و مؤثر، بإيجاد تشكيل النخب الجامعية و دعمهم.
ثالثاً، يجب ان تتجه الهيئة نحو الكوادر الجهادية الحقيقية في الداخل، و تأهيلهم أكاديمياً للحصول على الشهادات العُليا بمختلف التخصصات
إن هذا الأمر يُسهم و بشكل حقيقي و فاعل، بإيجاد كوادر اكاديمية جهادية تمتلك القدرة على التصدي في مجالات الإدارة المختلفة و الملفات الحساسة، و يكونوا عناصر جذب لبقية أفراد المؤسسة... فعندما يكون مدير المديرية او مسؤول العمل ، من اصحاب الشهادات العليا و شخصية جهادية، يكون مؤثر أكثر من كونه "مجاهد متدين"فقط
و أخيراً. إن الحشـ ـد يمثل المظلة الجامعة لكافة أطياف الشعب العراقي، هذه المظلة تحمي و تضمن الوحدة، لا الفِرقة و ايجاد الخلاف و الندية مع طبقة ما... الحشـ /ـد، يمتلك إمكانية افتتاح قناة تلفزيونية و لكنه لا يجب أن تكون لديه قناة (كي لا يتبنى لوناً سياسياً على حساب الالوان الأخرى، و يفقد دعم و تأييد القنوات الموجودة)، كذلك يجب أن لا يذهب لتشكيل أي مجموعة تخصصية (رياضية، فنية، حسينية، تعبوية... الخ) على حساب الموجود، بل يقوم برعاية او دعم هذه الكيانات الموجودة، و تمييز احدها على الأخرى بحسب معايير تضعها الهيئة نفسها
هذه الحالة تضمن بقاء الحشــد كمؤسسة لصيقة بالمجتمع، ضامن لوحدته و عدم تشتته... مرجعية الحشـ /ـد يجب أن يُحافظ عليها من القرارات الآنية، الى رؤى ستراتيجية فوق فئوية
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha