مرتضى مجيد الزبيدي ||
· مديرية إعلام الحشد الشعبي
الذكرى هي فطرة بشرية تتراوح بين السلب والإيجاب، لأمر مضى قريبا او بعيدا، ومراجعته أما بسعادة او حزن. ولكن علماء النفس ينصحون باستذكار الأشياء سواء الإيجابية او السلبية، من أجل التعلم والاستفادة، وحالنا حال المستذكرين لأحداث حياتهم، بعد ان ختم الحشد الشعبي العاشرة من عمره، نحتفل بعيد تأسيسه التاسع.
بفخر وموضعية نستذكر أيام التأسيس، فسقف الوطن كان على حافة السقوط، والقوات الأمنية تبذل جهدها، لمسكه ولملة الجراح، حتى بزغت فتوى الجهاد الكفائي، بحكم شرعي من المرجعية العليا في النجف الأشرف (أدام الله ظلها) ليهبَ الأبطال أعمدة يستند عليها وطن الاحرار والحضارة.
انطلق المدافعين بكامل الروح المعنوية، فكانوا هم النواة لسايكولجية النصر، وقد يكون الأمر غريبا بعض الشيء، لكن عسكريا الروح المعنوية للمقاتلين وحالتهم السايكلوجية، أهم بكثير من العدة والعدد، وهذا من اسرار الانتصار، ففي فن الحرب يقول سون تزو ( اذا توافرت الروح المعنوية تقرر الدخول في المعركة).
ومن مبدأ الأخوة واليد الواحدة مع الأجهزة الأمنية، انطلقت قوات الحشد الشعبي، الجديدة تشكيليا، الراسخة عقائديا، بكل إيثار وثبات، بدأت من حزام العاصمة ومدينة سامراء المقدسة، ومن ثم جرف النصر ومحافظة ديالى، انطلاقة كسرت شوكة الإرهاب، حافظت على الأراضي والقوات الأمنية، ودافعت عن ما هو في هدف الأعداء وتحت سيطرتهم، فلم تكن انطلاقة نحو الدفاع وحسب، بل انطلاقة لتحقيق النصر التاريخي الكبير، على اعتى قوة إرهابية كما صنفها الخبراء.
وفعلا من الأيام الأولى حسم النصر، بمعنوية وعقيدة المقاتلين، وبتخطيط القادة، وتكتيك الطرق والأساليب، وترتيب الأولويات، حتى أعلن النصر من خلال حسم يرافقه حزم، بإرادة صلبة وتضحيات جسام، جسدها الشهداء الأبرار والجرحى الأبطال والمقاتلين الأباة، كما لا ننسى صبر وتضحيات عوائلهم.
وفي تراث الحروب الصينية يقول القائد العسكري الصيني "سونبين" (إن انتصارا سريعا وحاسما هو أعظم مكسب للوطن) ولكن النصر هنا هو مكسب عظيم ليس للوطن فقط، بل للمنطقة والعالم وللبشرية جمعاء، ليست مبالغة فعصابات داعش الإرهابية لا يخفى أنها تستهدف البشرية بأجمعها، ناهيك عن العراق ودول المنطقة.
وما بعد النصر.. جهود للحفاظ عليه وسد الثغرات بوجه الإرهاب، ومن جانب آخر، تفاني بالعطاء الإنساني، بدأ من درء أزمة السيول عام 2019 ودفع الخطر عن حقول النفط، الى حملة "وعي" عندما اجتاح "كوافيد 19 " العراق ضمن دول العالم، فكان الحشد يعفر ويوزع المواد الغذائية، ويوفر الأوكسجين ويدفن المتوفين، ومن ثم حملات توفير المقاعد الدراسية، والمشاركة لتقديم الخدمات للمواطنين، وكذلك عندما داهمت زلازل الطبيعة الجمهورية السورية، كان الحشد خير ممثل لجمهورية العراق، مغيثا لشعب سوريا، ناهيك عن الحملات الإنسانية التي تزامنت مع العمليات العسكرية أيام التحرير، لإغاثة النازحين كحملة "لأجلكم".
ففي الذكرى التاسعة للتأسيس، عشر سنوات عمر قصير نسبة للأجهزة الأمنية الأخرى، كبير في عطائه وانتصاراته، يوازي تلك المؤسسات ذات العمر الطويل، كما عميق في مضامينه ومعانيه.
وبكامل الاعتزاز والفخر، نبعث في هذا المناسبة بالسلام لصاحب الفتوى المباركة سماحة السيد علي الحسيني السيستاني أمد الله عمره، ولجميع الملبيين لنداء الوطن، بدأ من القادة الشهداء، الجرحى الأبطال، المقاتلون الأباة.
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha