إيفان العودة ||
مُنذ ولادة البشرية كان لابدَ من وجود الخير و الشر ليتم تمييز الخيط الأبيض من الخيط الأسود و أنا لا أقصد خيوط الفجر المتعارف عليها؛ بل أقصد التمييز بين خيوط خبائث النسل التي تولد مع الإنسان و تنتقل لإنسان آخر عبِرَ ما يسمى بالجينات.
حكايا الأنبياء و الأئمة أوضحت ألينا مدىٰ الظلم الذي تعرضوا أليه من قبل الأوباش البرابرة عِبرَ آلاف السنين و كيف كانوا يقاومون ذلك بالصبر و الثبات مهما كانت أو كيف تكون الظروف الطاغية في حينها ولكن هم يدركون بأن النتائج الحتمية هي النصرِ أو الشهادة و الأثنانِ معًا في لحظةٍ واحدة.
علىٰ غرار السنوات الماضية و ما رافقتها من وقائع حدثت أمام الملأ، ها هنا أعادَ ألينا التآريخ ما مضىٰ بنفس السيناريوهات و الدوافع الغادرة لكن الشخوص تختلف و لكل شخصية دورها في طبيعة التغلغل الدفين.
أمريكا و ربيبتها أسرائيل و بعض الدول المجاورة الغادرة متلهفة لغزو العراق إضافةً لبعض العقول العراقية المؤدلجة التي عملت أمريكا علىٰ أدلجتُها نفسيًا و فكريًا و دينيًا و ثقافيًا ليتم أستخدامها حسب الرغبة المطلوبة و في الوقت المناسب الذي تسمو أليه الطموحات الشيطانية لإجتثاث حضارات العراق.
الرياح الهوجاء و الصخب الذي ملأ الأرجاء جاءت به شخوصٌ عوجاء مشيتها عرجاء تنتمي إلى جيفة الطلقاء في كل ظنها طمس هوية حزب الله النجباء لكن هيهات فالنداء لا زالَ في ضمائر الشرفاء و أثبتَ لنا كل أرضٍ كربلاء وكُل يومٍ عاشوراء مدىٰ حتمية العزةِ و الإباء.
في يوم الثالث عشر من شهر حزيران لعام ٢٠١٤،أصدرت المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف و بقيادة المرجع الديني السيد علي الحسيني السيستاني(دامَ ظله) الفتوى المباركة التي جاءت بأمرٍ سماوي و خُطت بأيادي مباركة مقدسة وتمت قراءتها في رحاب الصحن الحسيني الشريف لمقاومة الظلم الذي سادَ علىٰ الشعب العراقي الأبي؛ وذلك بَعدَ أن بانت السموم التي كانت دفينة في نفوس الشخصيات المؤدلجة تحت ما يسمى بـ الأخوة.
مابين الجمال الطاغي للدنيا و بين نهاية ربيع الدنيا هناك
فتيةٌ لبوا نداء السماء لم يدخلوا دورات تدريبية عسكرية لمعرفة نقاط القوة والضعف للأعداء؛ بل كانوا سائرين علىٰ مبادئ التضحية و الفداء، نهلوا الشجاعة والإصرار من جود أبي الفضل العبّاس(عليهِ الصَلاة والسّلام) في يوم عاشوراء.
شَيبةُ و شباب رسموا لنا صورًا نفخر بها أمام الغرباء، وتركوا لنا بصمات نقاوم بها عبر الأجيال، لم تقهرهم حرارة الشمس و لم تتباطأ عظلاتهم أمام البرد القاسي، ولم تجثوا رِكابهم أمام الأعداء، أمسكوا قلوبهم عن كل ما يعيق سيرهم نحو السواتر أخذوا بثأر أخوتهم الشهداء و أعادوا المدن المسلوبة إلى أهلها زرعوا الأمل في قلوب الأطفال، و قاموا قوى الشر الطاغية بكل بسالة.
كانَ لدولة إيران العظمى التدخل السريع و الفوري لمساعدة العراق بالأرواح و المعدات في حربه ضد عصابات داعش الإجرامية و كان الوجود الأبهىٰ و الأبرز للحاج الشهيد القائد قاسم سُليمانى و خططه العسكرية الأنيقة و قال سأحمي بغداد بنفسي في حينها كانت المطارات مزدحمة لمغادرة العراق من قبل بعض الشخصيات السياسية العراقية.
كيف لهؤلاء الفتية ان يحولوا العجز إلى كمالية القدرة و القوة على مقاومة جذور البعث الذي في كل حين يثبت انه متواجد و كيف لهؤلاء الفتية أن يزيلوا اليأس من قاموسهم إلى وجود حقيقة واحدة فقط وهي أننا قادرون في كل زمان على مصارعة هذه الجذور الخبيثة مهما كانت أعماقها، لكن ليسَ بغريب علىٰ من يملك بقلبه ثقافة كربلاء الحُسين هم مضوا في طريق أبصروا نهايته هنيئًا للعراق بهم ، تحية إجلال و إكرام لمرجع الفتوىٰ و لأرواح الشهداء السعداء أُقبل تراب بساطيلكم المليئة بالفخر.
و الآن يأتي مُجرد الأعراض يقيم و يطلق القوانين و الأحكام علىٰ رِجال و شباب الحشد الشعبي ليقول عنهم منظمة إرهابية و ميليشيا يجب القضاء عليها بكل الطرق، أين كُنتَ حين سلبوا الدواعش أرضك و عرضك كفاكَ حقدًا و أتقي حرمة الأرواح، أترك العراق للعراقيون الشُرفاء فهم أجدر به و وحدهم القادرون علىٰ أkبلاج فجر الأمنيات و إشراق شمس الأمن والإطمئنان.
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha