عباس زينل ||
كلنا سمعنا عن الملاحم الشعرية، وقرأنا عنها وتعمقنا، وكذلك اللوحات الفنية العالمية، التي تقدر بملايين الدولارات
وتباع في أشهر المزادات. الملاحم كانت مجرد خيالية وأبطالها وهميين
وأما اللوحات؛ ربما انا لست في محل المقارنة؛ ولكنني لو سألت لقلت بأنها هذه أعظم لوحة في التأريخ، لأعظم ملحمة حقيقية، وأبطالها حقيقيين، والأجمل من ذلك كله هذه الملحمة لم نشاهدها او نسمع عنها فقط؛ بل عشنا جميع لحظاتها ومن الألف إلى الياء، ربما يقول البعض هذه مبالغة، سأتحدث عن هذه اللوحة بأختصار، هذه اللوحة لشباب في مقتبل العمر، وشيبًا في الكاد يستطيعون المشي، جميعهم سُمر الملامح الجنوب موطنهم، يتسابقون للصعود في سيارات الحمل للالتحاق في القــ،،،ـتال؟ ناس تلتحق في القـ،،،ـتال!؟ نعم في القـ،،،ـتال، ولكن اسألني أين ولماذا!
يتسابقون إلى القـ،،،ـتال في مناطق بعيدة عن سكناهم، بمسافات تقدر مئات الكيلومترات، يتسابقون للدفاع عن العراق الذي لم يقدم لهم حتى أبسط حقوقهم المشروعة، وعن ناس قبل أيام من هذه اللوحة ذبـ،،،ـحوا عنهم 2000شاب شيــ،،،ـعي، كيف لا تكون ملحمة وأعظم من أية لوحة؛ وأبطالها بهذه الدرجة من الإيثار والشجاعة، وفي الوعي والأخلاق والاخلاص
مئات الدول تجمعوا وتعاونوا لمحوهم، ومحو كل شيء يرتبط معهم، الا أنهم وببركة مرجع ديني، قارب عمره آنذاك من القرن، وهو يفتي بهم وينصح ويربي، التزموا بكل ما أوتي في الفتوى من تفاصيل، تعاملوا مع أهل تلك المناطق وكأنهم أنفسهم، احترموا الرجل الشيخ المسن، وقدسوا وستروا المرأة ،وصادقوا الشاب المراهق وقاموا باحتوائه، مع وجود مئات القنوات التي تبث السموم،والأقلام المأجورة التي جاهدت لتشويه صورتهم، إلا أنهم حافظوا على رباطة جأشهم، ولم يتأثروا بتلك الأصوات وساروا بنهج واضح. كل هذا السرد الا أن العظمة في الملحمة تكمن في الختام، تخيلوا بأن هذه الفئة المباركة الشجاعة، اتهموا وخونوا ونبذوا..
وتبقى الملحمة عظيمة مهما عصف بها الزمن.
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha