د.سوزان زين ||
بسم الله الرحمن الرحيم
{واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل} صدق الله العلي العظيم
تطل علينا هذا اليوم الذكرى التاسعة لملحمة صدور فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها الامام السيد علي السيستاني (حفظه الله) وتأسيس الحشد الشعبي المقدس.
إنه يوم ولادة الحشد، وهبة الابطال صناع تاريخ العراق الحديث، يوم إعلان الفتوى، حيث زرعت المرجعية الوطن بالرجال الرجال، فكان القطاف النصر بتضحيات الشجعان المجاهدين من الشهداء والمضحين من كل ألوان الطيف العراقي جنوباً وشمالاً و شرقاً و غرباً بلهجاتهم ولغاتهم ودياناتهم ومذاهبهم .
إنها مناسبة عظيمة تفرض على الدوام وباستمرار النهوض بالمسؤوليات لحماية المقدسات وصيانة التراب الوطني وتحقيق الاهداف العليا التي صدرت من أجلها الفتوى وقام على أساسها البناء العظيم للحشد الشعبي . إن هذه الفتوى خلقت جيلاً ثورياً جديداً وصنعت أمة مجاهدة تؤمن بأقدارها وحتميات وجودها التاريخية وتوظيف كل الطاقات الإقتصادية والإجتماعية وسيرها في دروب التضحية والفداء حتى يقطع دابر المؤامرة، ويحيط المجاهدون أسوار الوطن بالمنعة والقوة وإعداد النخب الواعية.
إن الامام السيستاني والحشد الشعبي صماما أمان لهذا الوطن الذي تعرض لأبشع هجمة إرهابية قادتها منظمات سرية وحركات متطرفة ودعمتها قوى إقليمية ودولية وموجة عاتية استهدفت وجوده الإنساني ومكانته الحضارية وماضيه وحاضره ومستقبله وحلمه ببناء دولة الإنسان.
في الذكرى التاسعة لتأسيس الحشد الشعبي، والعراق قد تحرر من قبضة الجماعات التكفيرية ونهج المؤامرة الارهابية، نؤكد أن لا نغفل خطط العدو المتربص ونوايا الشر التي يضمرها تجاه الشعب والحشد والمرجعية الرشيدة التي لولاها لما شهد العراق انتصار أبنائه الكبير في معركة المقاومة والتحرير.
إن الحشد الشعبي مشروع أمة مجاهدة ورسالة في التضحية والفداء والشجاعة والكرامة لا ينبغي إغفال دوره وتوفير الدعم الكامل له تجهيزاً وتدريباً كما الحرص على مكاسبه التي تتحقق على الارض وانتصاراته الملموسة على الجيوب الداعشية التي بدأت تتحرك منذ فترة، ما يفرض واجب حماية حقوق الحشد والاصرار عليها .
في ذكرى صدور الفتوى المباركة وتأسيس حشدها المبارك نوجه التحية الخالصة لشهدائنا العظام وقوافل المضحين ولا سيما شهيدنا القائد الحاج أبو مهدي المهندس والجنرال العظيم الحاج قاسم سليماني، الذين استبسلوا ساعة الشدة وحققوا اعظم انتصار في تاريخ هذا الشعب والمنطقة والعالم والتحية الخالصة لإمام الفتوى ونبض الحشد آية الله العظمى السيد علي السيستاني (دام ظله) .
عاش العراق عزيزاً مصاناً بكم، وسيبقى ١٣ حزيران عنوان البطولة والإباء.
https://telegram.me/buratha