عباس الاعرجي ||
ملكْنا فكان العَفْو منَّا سَجيَّةً .
فلمَّا ملكْتُمْ سالَ بالدَّمِ أبْطَحُ .
وحَلَّلْتُمُ قتلَ الأسارى وطالَما .
غَدوْنا عن الأسْرى نَعفُّ ونصفَح .
فحسْبُكُمُ هذا التَّفاوتُ بيْنَنا .
وكلُّ إِناءٍ بالذي فيهِ يَنْضَحُ .
لا أعلم متى مات قائل هذه الابيات ، ولكني على يقين أنه كان حاضراً ، بعد مجزرة اسبايكر ، ففعلاً لايمكن ردم هذا التفاوت ما بيننا ، فالكلب كلب ، ويبقى كلباً نجساً ، حتى وإن أصببنا عليه ماء النهر والبحر كلهم .
فمن المحال أن تتساوى خصال السجية والعفو والصفح ، مع الغدر والدناءة والخسة ، وأين الثرى من الثريا ، فهذه فيها نفحات الرحمن ، وتلك قد شارك الشيطان في مضاجعة أمهاتهم .
والتاريخ حيٌّ يرزق يشهد على أوانيكم ، ما نضحت يوماً ولا ستنضح إلا القذارة والفضلات .
لكنَّ الشجب والتنديد لا يداوي جرحاً ما زال ينزف دماً ، فعلى من بيده الامر والقرار ، ملاحقة الجناة وإخضاعهم للقصاص العادل ، لكي يخف أنين الامهات التي ما هدأت لحظةً واحدة ولن ترى الهدوء .
ويبقى الحسين وشهداءه أنوار ومصابيح تنير الدنيا ضياءاً وبهجةً وسرورا .
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha