كوثر العزاوي ||
وبعد طول اشتياق وحاجة إليك، ها قد جئتك واعمالي مزجاة، وكَيْلُكَ وَفير وكرمُك جزيل، سيدي يارسول الله، أعلمُ انَكَ تَسمعُني وهَمسُ الشوقِ تُدرِكُه، كما أسمعتَني صوتًا بنَبرِ العطف ناداني، ليدعوني إلى روضة عدن في بقعة الوحي والرسالة، وثمة أرواح من سلالة العصمة في بقيع الغرقد، حلَلْتُ بفنائها بروح عطشى ومآقي جذلى، فياأيتها المخلوقات النورانية خذي بيدي، فقد جئتُ مع اللهفة باحثة عن وجه الله وعينهُ الناظرة، ساعدي كسيرًا حيث مشفاه، فلاعلمَ لي أين محطّ رحاله بل أين مأواه! أبرضوى ام ذي طوى! فيارب..أنت وحدكَ كنتَ تعلم أثر الفقد على قلب أم موسى حين كادت أن تُبدي به، فربطتَ على قلبها، وحدكَ كنتَ تعلم وجع مريم حين قالت:"ياليتني متُّ قبل هذا" فأرسلتَ إليها النداء "ألّا تحزني"وأنت وحدكَ كنتَ تعلم حزن يعقوب حين قال: "إنما أشكو بثي وحزني إلى الله" فرددتَ إليه يُوسفه، لقد أفضتَ فضلك يارب متكرّما، وأنا أجد نفسي أدور في فلك صاحب الروح والزمان.!! أتطلع في وجوه القاصدين الى روضة حبيب إله العالمين في محطة نورانية وهم يمهّدون لحجّ بيت الله الحرام، أرنو لصوتٍ يأخذني حيث أمير الحجّ ملبيًا..وأنا ومثلي نتطلع لرؤيتهِ لإحراز حَجّنا والفوز بالقبول، عندئذ تسكنُ الآلام وتهدأ الجراح، وماأجمل البوح في يوم الجمعة مع تراتيلِ كلمات العشق التي تتجلى في دعاء الندبة على أرض النور في موسم الحج الأكبر، فيصبحُ الحزن ترياق القلب، حيث المكان والزمان كما يليق بشوق الوالهين، زفرات حرّى ينفثها الوجدان"عزيز عليّ أن أرى الخلق ولاتُرى" مولاي ها أنا على أبواب الكريم رفعتُ كفّي مع الطالبين، وعلى أعتاب المصطفى بثثتُ تمتمات الرجاء، وبدمع المحتاجين مددتُ يدي، وهمستُ وناجيت، واستوقفتُ نفسي لأجل قلبك ياصاحب الروح، يابقية الله الأمل، فقد أودعتُ قلبي بحرم حبيبك المصطفى، فهو وديعة الله عندك حتى الظهور، وعقدتُ طرف عبائتي بعباءتك، وكلّي أمل ويقين، بأنك ستأخذني حيث تلبّي وتطوف وتسعى، فأنت سيدي أمير الحجّ في كلّ عام، ومحل نظر الله "عز وجل" إذن فأنت رفيقي في هجرتي إلى الله! ثمّ أذِّن في الناس يَأتوك.
٢١-ذي القعدة١٤٤٤هج
١٠-حزيران٢٠٢٣م
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha