سعيد البدري ||
يذهب البعض من اهل الخبرة والتجربة بأساليب الساسة و طرق تمرير رسائلهم الى ان السفيرة الاميركية في بغداد لم تتكلم من تلقاء نفسها حين افصحت عن نوايا اميركية لتصفية بعض خصوم واعداء اميركا من المقاومين وقادة الفصائل في العراق ، بل ان من السذاجة القول بذلك لأن فعل التصفية ومبرراته قد تكون ستراتيجية تفرضها ظروف التواجد الامريكي ومدياته في العراق ، هذا التصور يقودنا للبحث عن تلك المبررات وربما يكون اولها هو ارباك المشهد العراقي بايجاد حالة من التهديد الدائم لأي مشروع مناهض للوجود الاميركي ، فالتلويح بالعصا والايحاء بقدرة اميركا على تنفيذ تهديداتها قد يحقق نتيجة افضل من تنفيذ عملية التصفية نفسها حسب وجهة النظر الاميركية طبعا .. المبرر الثاني الذي نفترضه نابع من مبالغة معاهد واشنطن الستراتيجية في اصدار التقارير المشوشة والتقييمات التي تخص الحشد والمقاومة حيث اصدرت مجموعة من المراكز والمعاهد المرتبطة بالادارة الاميركية مجموعة من التقارير ركزت غالبيتها على قراءة الساحة العراقية والقوى التي تناهض الوجود العسكري الاميركي وبعض التوصيات الصادرة تتحدث عن ضرورة كبح جماح القوى المناهضة لاميركا والتي تطالب بوضع حدود لهذا التواجد غير المرحب به مع تحديد شكل العلاقة وحدودها لحفظ السيادة العراقية .. مبرر اخر يمكن فهمه من هذا التصريح هو ارضاء حلفاء واشنطن المحليين والاقليميين فالتعبير عن الرغبة الاميركية الصريحة باللجوء لتصفية قادة الفصائل يعطي الامل لهذه الاطراف الخائبة بأن اميركا مهتمة بهم وستوجد لهم مكانا في اي معادلات قادمة فهولاء العملاء يرون في اي صدام محتمل فرصة لتحقيق طموحاتهم بالوصول للسلطة ..
ان المقاومين المعنيين بتهديد اميركا ووعيدها مدركين تماما ان واجبهم الوطني يحتم عليهم الاستمرار بنهجهم المقاوم وان هذا النهج ثابت لايتزحزح وباليات متغيرة حسب ظروف الساحة ومقتضيات المصلحة العامة فالوجود الاميركي بنظرهم غير شرعي ولن يقدم للعراق والمنطقة الاستقرار وسيردون بحزم على اي محاولة غادرة من هذا النوع، غير مبالين بما تريده اميركا فصاحب الحق قوي المنطق واليد ولن يضيره ان استشهد او فقد حياته في سبيل قضيته وحقه الذي تقره كل الشرائع والقوانين ..
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha