يوسف الكاتب ||
اليوم أتساءل مع الذات ومعكم أيها النقاد والكتاب والفنانين والمبدعين بشكل خاص : من يرسم لوحة الإبداع ؟
وقبل الإجابة سأطرح عليكم مقاربة نقدية بين رواية بعنوان (ينال) للمؤلف الأستاذ امجد توفيق ، وهي من منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق .. وبين فلم كارتون عنوانه (ملكة الجليد) قُدم للأطفال .
فرواية (ينال) للمؤلف الأستاذ امجد توفيق وفيها :
بطل الرواية وإسمه (ينال) شاب عراقي يعيش في العراق ويعمل مترجماً في إحدى القنوات ، تم اختطافه وتعرض للضرب والتعذيب ثم أمضوه على بيع بيته عن طريق خدعة وبدون مقابل .. بعد خروجه قرر الهجرة من وطنه العراق ، فوصل الى اسبانيا بعدها تعرّف على وزير تونسي متقاعد ، ليتزوج من ابنته (ليلى) . وراح يعمل في تجارة الأسلحة كمهرب ، فتعرف عليه شخص يدعى عبد الله ، فتواصلت العلاقة معه ، وعرف ينال أن عبد الله كاتب روائي قدم له أوراق قديمة ، كان ينال قد كتبها سابقاً ، وطلب من زميله عبد الله أن يرتبها حسب ما يراه مناسباً كرواية ، وأعطاه مبلغاً مالياً كلفة الطباعة .
ينال كالأخطبوط ما بين أحوال الدنيا حيث اخذ من دنياه ما لذ وطاب ، ولكن سرعان ما يفاجأ المؤلف وعن طريق خبر من ابنه بان ينال قد انتحر !
هذه هي ثيمة الرواية .. ولنا ان نتساءل مع المؤلف حتى نعرف أكثر عن رواية (ينال) للأستاذ امجد توفيق ، لان النقاد أمطرونا بآرائهم الغريبة والعجيبة حتى أوصلوا امجد توفيق الى العلياء ! علماً بان النقد لم يكن يوماً مدحاً ، وإنما هو إعادة الاشتغال بقراءة الرواية من حيث البناء الدرامي ، ومناقشه لغة السرد ، وفك الرموز والدلالات ، وكشف الشخصيات ، ومعرفة الحبكة وكيف وظفها ؟ وهل خطط لبناء هيكل الرواية ؟ وهناك المزيد .
نعود الى تساؤلنا مع المؤلف وروايته (ينال) : ما الجديد في رواية (ينال) ؟
ينال تاجر أسلحة (مهرب) يمتلك من الأموال لا حصر لها والنساء والخمرة ، رغم انه متزوج بل هو زير نساء ، ويصف الاثنان بأنهما فاكهته المفضلة !
والمؤلف يطرح كلامه على لسان ينال قائلاً : جئت الى الدنيا عن طريق أبي وأمي ، وهما اللذين اختارا لي الاسم واللقب والدين والهوية والوطن .. سؤالنا : ماذا تريد قوله ، بأننا مجبرون وليس مخيرون ؟
وأنت تؤكد من خلال لسان بنات الليل بأنهن يتمتعن بصحة نفسية أكثر من العديد من الشخصيات التي
تتحدث بالأخلاق .
نتساءل معك أيها المؤلف : هل بنات الليل هن قدوات صالحات للإنسان والمجتمع ؟
وحين نتابع معك راوية (ينال) ، فتذكر أنه لا شيء كامل في هذه الدنيا .. ليصبح النقصان سيد الحياة ! .
وسؤالنا هنا في هذا الشأن : هل الدنيا هي دار البقاء أم دار الفناء ؟ فالإنسان فيها مبتلى ليمحّص !
وتقول : زمن الجمال قصير .. هذا ما قرأناه في روايتك .. ولنا أن نطرح هذا السؤال : ما سبب نقصان الجمال في الحياة : أهو الإنسان ؟ أم الطبيعة ؟
فبحثُنا عن المعنى النهائي ، ذلك المعنى الذي اخفق تراث البشرية بعلمائها وفلاسفتها وأوليائها في رسم الجواب .
وسؤالنا : هل من الممكن أن تعطينا أسماء العلماء أو الفلاسفة أو الأولياء ، حتى نعرف آرائهم في هذا المجال ؟
وكتبت في نهاية روايتك (ينال) : فارقد بسلام ولتهدأ جمرة أسئلتك ، فظلام القبر ماء ؟..
السؤال لك يا عزيزي المؤلف : هل المنتحر يرقد بسلام ؟
وقولنا الأخير : أيقونة روايتك (ينال) ولدت مشوهة ، وماتت منتحرة .. فما جوابك أيها الروائي؟
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha