رسول حسن نجم ||
بعد زوال كابوس البعث الذي جثم على صدور العراقيين طيلة أربعين عاماً، استبشر العراقيون خيراً بعد ٢٠٠٣، وكان الأمل والحماس يحدوهم في تغيير ظرفهم من جميع النواحي الإقتصادية والسياسية والحرية ونيل الحقوق وارجاع الكرامة المهدورة والعزة المسحوقة في الداخل والخارج، والتي عبر عنها السيد السيستاني دام ظله بقوله (ليس لي أمل في الحياة الا ان ارى العراقيين أعزاء)، على الرغم من ان فرحة التغيير كانت مصحوبة بمرارة الاحتلال الذي مازال جاثماً على صدورنا ويلقي بظلاله الثقيلة على كل حكومة تتشكل.
اذا كان ولابد من ثورة على الفساد المستشري في جسد الدولة فلابد من معالجة رأسه أولاً المتمثل بالاحتلال الأمريكي التي أثبتت التجارب بأنه لاوجود لإصلاح حقيقي مع وجوده على أرض العراق الطاهرة، ولاأثر للطهارة مع بقاء وجود عين النجاسة، ونحن نعلم بأن قادة كتل المكون الاكبر هم من المتفقهين في الدين، والطهارة هي من مقدمات كل شيئ، سواء في العبادات أو في مكافحة الفساد، فلايمكن لغير الطاهر أن يطهر نجساً، ونحن نعتقد بطهارة اليد للأخ السوداني وبثورته البيضاء.
ومع ذلك فلنا عتب عليه، فقرارات تعظيم الموارد سيتحملها المواطن البسيط الذي لاحول له ولاقوة سوى الانفعال السلبي ضد الحكومة والذي من شأنه أن يرتد سلباً في إنتاج حكومات مريضة في المستقبل وذلك بمقاطعة الانتخابات أو في الحد الأدنى بتشتيت أصوات الناخبين بين الأشخاص والاحزاب الصغيرة التي يصعب معها توحيد الصف وستكون النتيجة ان يتحول المكون الاكبر الى أقليات داخل قبة البرلمان.
إن الرسوم والضرائب والجبايات المفروضة في جميع دوائر الدولة هي إرهاق حقيقي للمواطن وأصبحت ثقلاً ينوء به ولايجد ناصراً له أو معيناً، وهنا نذكرك ياسيادة الرئيس بقول أمير المؤمنين عليه السلام ناصر الفقراء والمستضعفين (ومن طلب الخراج بغير عمارة أخرب البلاد وأهلك العباد)، ففقرٌ وعوز ومرض وبطالة وضنكٌ في العيش يصاحبه تعظيم موارد بفرض ضرائب ورسوم ووصولات وجباية ماء غير صالح للشرب وكهرباء متذبذبة وامتهان كرامة وعدم وجود سكن لائق وعدم توفر دواء وغيرها مما لايخفى على القاصي والداني، ماذا سينتج عنه؟! والجواب متروك لك شخصياً ونطالب بالرد..
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha