( بقلم : كريم النوري )
زيارة سمو الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان وزير خارجية دولة الامارات العربية لبغداد هي اول زيارة خليجية واهم زيارة عربية توقيتاً ومكاناً وموقفاً. هذه الزيارة حطمت الحصار الدبلوماسي الشقيق على العراق وبددت ازمة الثقة وسوء الظن العربي مع حكومتنا الوطنية وسوف تتمخض هذه الزيارة عن فتح الافاق الدبوماسية من اوسع ابوابها. جاءت هذه الزيارة المعبرة والمؤثرة بعد انتصارات متلاحقة حققتها الحكومة العراقية في الميدان الامني والسياسي والدبلوماسي سواء ما حصل في البصرة ومدينة الصدر والموصل عسكرياً او ما حصل في مفاوضات عودة التوافق الى الحكومة او المشاركة العراقية في مؤتمر العهد الدولي دبلوماسياً واقتصاديا.
الخطوة الاماراتية مهمة وهي بادرة لحسن النوايا ودعم العراق عملياً وليس شعاراتياً. نحن لا نتعامل مع المواقف والمتغيرات بعقلية ماضوية استصحابية ونظرة مسبقة بل نتعامل مع هذه المستجدات بتطلع ايجابي وتفهم كبير وان تغيير المواقف صفة ايجابية والاعتراف بالقصور او التقصير فضيلة والاصرار على الاخطاء والمكابرة جهل وبداوة وخطيئة.
الامارات وغيرها قد تكون معذورة من هواجسها السابقة بحسب ما يظهر لها في الافق العراق من معلومات واخبار تبدو مضللة ومشوهة حول موقف الحكومة وممارساتها وتعاملها مع الواقع العراقي. وبعد صولة الفرسان انكشف بكل واضح للامارات وغيرها ميدانياً طبيعة الدور الكبير الذي تمارسه الحكومة واجهزتها الامنية فان المداهمة والعمل المسلح الحكومي على الهوية والانتماء الطائفي اصبحت اشاعات تضليلية للمحيط العربي والخليجي.
والدبلوماسية العراقية لعبت دوراً ايجابياً في التعاطي الايجابي الدبلوماسي مع الحدث العراقي بكل سياقاته الفاعلة وتدخلات الاخرين فلم تندفع هذه الدبلوماسية مع الضخ الاعلامي المحرض على اشقائنا العرب والخليجيين بل تريثت كثيراً ليكون خطابها وطني ملتزم تفاهمي وليس تصادمي.
هذه المبادرة الاماراتية بفتح جسور التفاهم مع العراق تعيد الى الاذهان المبادرة الشجاعة التي أطلقها الراحل الشيخ زايد ال نهيان لحسم الازمة العراقية وانقاذ العراق بطريقة سلمية عبر تنحي صدام المقبور من السلطة سنة 2003 قبل سقوط صدام بشهر واحد ولكن الامين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى غيبها في مناقشات القمة العربية واخفاها حتى من جدول الاعمال ليفسح المجال للخيارات العسكرية المرعبة التي ادت الى احتلال العراق واختلال الموازين العربية قراءة التغيير العراقي. نتمنى ان يقف الاشقاء العرب من المبادرة الاماراتية الجديدة بخلاف موقفهم من المبادرة الاولى وان لا يكرروا نفس الخطأ.
https://telegram.me/buratha