المقالات

تذكروا ذلك ولا تنسوه .!


سامي التميمي ||

 

عندما ضاعت المدن  ، وهجرها أهلها ، وأنهزم أشباه الرجال ، وفرّ المذعورون والمرتجفون كفرار قطيع الأغنام من سطوة الذئب الكاسر ، يوم صفق وهتف العملاء والخونة في ساحات الرذيلة( قادمون يابغداد ) .

كانت العوائل المنكوبة المذعورة التي لاحول لها ولاقوة تنهزم في الجبال والصحراء  ، بعضهم يحشك نفسه في سيارات صغيرة وكبيرة وجرار زراعي ، بعضهم أستطاع أن ينجو بنفسه وأهله الى مدينة أكثر أمناً  ، أو خلف الحدود العراقية ، وبعضهم من هلعه وخوفه على عائلته وأولاده وبناته ، نسى أن يأخذ حتى أوراقه الثبوتية ومقتنياته وأمواله .

وأذكر تلك القصة المؤلمة لعائلة من الموصل يرويها رجل من نفس العائلة وأب لبنت صغيرة فقدها في تلك الأحداث وهو يبكي بحسرة وألم وندم وأنكسار ، يقول :  عندما جاء داعش وأقترب من قرانا ، هممت على عجل وأركبت جميع عائلتي وعائلات أخوتي بسيارتي ( تيوتوتا بيكب صغيرة).

وفرّ رنا مذعورين  والنساء تبكي وتصيح والأطفال يتباكون خائفون ، وكنت أقود السيارة وبسرعة جنونية وأمامي الكثير من السيارات من أبناء قرانا أراهم وقد يتسابقون بالفرار في طرق المزارع الوعرةبين التلال والطرق النيسمية الزراعية وأنظر خلفي من بعيد وأذا بسيارات الدواعش تطاردنا ، وأسمع الأطلاقات النارية ، وبين خوف وبكاء ودعاء أبتعدنا كثيراً عنهم وإذا بصياح ونحيب وعويل لزوجتي وهي تطرق على النافذة بقوة وغضب ( تقول لي بأننا قد فقدنا أبنتنا الصغيرة وقعت في أحدى المطبات الكبيرة .

أنظر في مرآة السيارة الأمامية وفي مرآة السيارة الجاتبية الى الخلف لا أرى سوى ( عجاج وغبار يتطاير ) وكأنه يوم المحشر  ، فقلت في نفسي : يألهي !؟

هل أرجع للخلف وأبحث عن أبنتي الصغيرة وأكون قد سلمت نفسي وتلك العوائل وبناتي وبنات أخوتي وزوجاتهم والأطفال الى الدواعش أم أهرب وأحاول أنقاذ مايمكن أنقاذه .

الأمر لايحتمل المخاطرة ولاالتفكير ولو للحظة واحدة .

أسرعت والدموع تنهمر فوق خدودي وكأني أسير في بحر من الظلمات وكأني أسقط من أعلى الجبل الى الواد  ، أحساس الوالد بفقد أبناءه .

تلك قصة قصيرة لعائلة من الموصل وهناك ألالاف القصص المؤلمة ، في الرمادي وديالى وتكريت وسنجار وغيرها .

ولكن هناك قصص للفخر والشهامة والرجولة في الجانب الآخر ، للشعب العراقي الأبي ، هب الغيارى من أبناء العراق ( الحشد الشعبي ) وبناء على فتوى المرجعية الرشيدة المتمثلة بالحكيم الرجل التقي الورع السيد السيستاني ( حفظه الله ورعاه  )  . بفتوى الجهاد الكفائي وبضرورة تحرير وتخليص العوائل والمدن والقرى والقصبات العراقية المغتصبة من أجرام الدواعش الذين أستباحوا العرض والأرض ، فكان الشباب والشيوخ من كبار السن يتنافسون الى الوصول الى معسكرات التطوع للقتال ونصرة أبناءنا وأخوتنا ومدننا ، بعضهم جاء وترك عائلته دون طعام ومأوى ، بعضهم ترك تجارته وعزه ودراسته وشهادته ، بعضهم كان لايملك الأجرة للوصول إستدان من أهله وأقرباءه وأصدقائه ،  بالفعل كانت قصص تستحق أن نفخر بها لانها ملاحم بطولية أستطاع الأبطال أن يقولوا وبكلمة فخر ورجولة للخونة والعملاء ( نحن قادمون أليكم ) .

رغم الدعايات وجعجة أمريكا وأساطيلها وجيوشها ودول التحالف وجيوشها ، إلا أنهم كانوا  ، يأكدون بأن هزيمة الدواعش أمر صعب للغاية ، فوقفوا  متفرجين ومذهولين أمام تلك الصدمة . عاجزين حتى عن الدفاع عن مواقعهم .

إلا أن الحشد الشعبي وبسرعة همة وبسالة عالية وعقيدة وأيمان منقطع النظير أستطاع أن يقلب الموازين ويفاجئ مراكز القرار والدراسات والبحوث السياسية والعسكرية والأمنية  ، أن يسطر أروع الملاحم القتالية والبطولية مع الجيش العراقي وبقية الأجهزة الأمنية ، وفي كل القواطع والمدن والقرى والقصبات .

هكذا أنتصرنا بهؤلاء .

هؤلاء هم جماهيرنا وقواعدنا وأساسنا الصلب المتين ، هم من صنع الأنتصار العسكري والسياسي والأمني والأجتماعي والفكري والثقافي .

فلا تركنوهم خلف ظهوركم ، ولاتبخسوا حقوقهم وجهدهم وبطولاتهم وتاريخهم .

فقد تخسرون  كل شئ .

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك