حسين التميمي ||
يسأل اغلب الناس لماذا المهدي عجل الله فرجه غائب؟ ولِمَ لا يظهر؟ وما هو سبب اختفائه عن العالم؟ وما تلك العلل المانعة لتحقيق دولته؟ حيث اصبح تشكيك الناس بالمهدي المنتظر عجل الله فرجه و بظهوره.
لا يعلم الذي يسأل عن غيبة الإمام لِمَ هو غائب؟ فهناك عدة أسباب تمنع الظهور! ومنها عدم وجود القاعدة الشعبية المضحية له في زمان ظهوره، وقلة الأعوان والمطيعين له احدى تلك الأسباب التي تأخر الظهور، وعدم وعي الناس بأن الإمام المهدي (عجل الله فرجه) هو المنقذ للعالم، وهو مصلح كل الأمور في الدنيا، ونجاتهم من الظلمات، وهدايتهم الى النور، نور الله الحقيقي.
الطغاة منذ ولادة المهدي المنتظر عليه السلام، كانوا يسيطرون على كل مكان وشرهم منتشر ويستطيعون قتل نور الله المهدي (عجل الله فرجه) وما زال أولائك الطغاة أي اجيالهم الذين ورثوا الشر من أسلافهم، موجودين ومسيطرين على رقاب الناس، ولهم الاولوية في تحكم بالناس، وما زال المناصرون قلائلاً للمهدي عجل الله فرجه، وهنا السؤال يطرح نفسه متى نكون قدر المسؤولية على دفع المخاطر عن امامنا؟ وكيف نكون من انصار الحجة المنتظر عجل الله فرجه؟
القصور الأول هو من المؤمنين الذين لا يتصدون للطغاة، ولا ينصرون إمامهم، فيرفعوا احدى تلك الأسباب المانعة لظهوره، والتي تأخر قدومه المبارك، حيث اننا نلاحظ قوى الاستكبار العالمي وهيمنتها على العالم بأكمله، وفرضت سيطرتها على جميع الدول، ومن يعارضها من الحكومات او الشعوب يتم القضاء عليهم، اذن احدى الاسباب هي قلة الناصر، فلو كان الأنصار كثيرين لظهر امامنا المنتظر (عجل الله تعالى فرجه) وبعضهم قد لا يصدق هذا السبب! فنجيبهم برواية عن الإمام الصادق عليه السلام، حينما طلب أحد الموالين الثورة من الإمام الصادق عليه السلام حيث جاء في الرواية (إذ دخل سهل بن الحسن الخراساني فسلم عليه ثم جلس فقال له: يا ابن رسول الله لكم الرأفة والرحمة، وأنتم أهل بيت الإمامة ما الذي يمنعك أن يكون لك حق تقعد عنه!؟ وأنت تجد من شيعتك مائة ألف يضربون بين يديك بالسيف!؟ فقال له عليه السلام: اجلس يا خراساني رعى الله حقك، ثم قال: يا حنيفة أسجري التنور فسجرته حتى صار كالجمرة وابيض علوه، ثم قال: يا خراساني! قم فاجلس في التنور، فقال الخراساني: يا سيدي يا ابن رسول الله لا تعذبني بالنار، أقلني أقالك الله قال: قد أقلتك، فبينما نحن كذلك إذ أقبل هارون المكي، ونعله في سبابته فقال: السلام عليك يا ابن رسول الله فقال له الصادق عليه السلام: ألق النعل من يدك، واجلس في التنور، قال: فألقى النعل من سبابته ثم جلس في التنور، وأقبل الإمام عليه السلام يحدث الخراساني حديث خراسان حتى كأنه شاهد لها، ثم قال: قم يا خراساني وانظر ما في التنور قال: فقمت إليه فرأيته متربعا، فخرج إلينا وسلم علينا فقال له الإمام عليه السلام: كم تجد بخراسان مثل هذا؟ فقال: والله ولا واحدا فقال عليه السلام: لا والله ولا واحدا، فقال: أما إنا في زمان لا نجد فيه خمسة معاضدين لنا، نحن أعلم بالوقت) _ بحار الانوار ج ٤٧
الوقت الذي ينتظره أهل البيت عليهم السلام، هو وقت الاستعداد الشيعي والاقتدار، والتضحية بكل ما يتطلب من المؤمنين من تضحية بالنفس، و بكل شيء لنصر المعصومين عليهم السلام، ومن بقي منهم وهو الحجة المهدي (عجل الله فرجه) وفي هذا الوقت نرى أن الاقتدار الشيعي الموجود في المنطقة، ويدين بالولاء لإمامنا المنتظر عجل الله فرجه، شبه مكتمل حيث ان شيعة العراق أنشأوا اقتداراً قوياً مضحياً، و من خلال فتوى واحدة، وببصع كلمات من أسطر قليلة، من قلم سماحة اية الله العظمى السيد علي السيستاني دام ظله، قام الملايين من الناس ولبوا النداء واسس حشد مبارك، اما في الجمهورية الاسلامية الايرانية، فقد أسس الامام الراحل روح الله الخميني قدس سره، اقتداراً شيعياً قوي ولا زال يتطور هذا الاقتدار، بوجود ولاية الفقه بقيادة ولي الله السيد علي خامنئي دام ظله.
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha