مانع الزاملي ||
كثيرون هم الذين ينتقدوننا عندما نكتب عن مصيرنا ، ومستقبلنا ، ونبتعد عن اليأس ، لأننا نؤمن ايمانا قاطعا ، ان كل مافي الوجود هو بيد الله خالقنا الذي نعبده ونتعبده بقول الحق ( أياك نعبد واياك نستعين ) نقرأها مرارا وتكرارا في اليوم في الصلاة وفي غير الصلاة ، وقليل منا يلتفت بقلبه ويتدبر هذه الكلمات الاربع المقدسة ، التي نقر بالعبودية لله ونلتمس منه الهداية ، قد يقول قائل ان الحياة بالنسبة للمؤمن لاتتطلب كل هذا العناء ، ناسيا او متناسيا ، ان الحياة ثمينة جدا وهي مقدمة لتحقيق الواجب وهو ذكر الله وطاعته وكسب رضاه ، فبالدنيا نكتسب الاجروالثواب ، ونحصل على الحسنات ونتقرب الى الله ، بكل عمل شرط ان تكون النية لوجهه الكريم ، حتى الخطوات التي نمشيها للترفيه عبادة اذا نوينا ان تكون لصحة اجسادنا التي نقوى بها على طاعة الله جل علاااه ، وعليك ان تقيس عزيزي القاريء كل الامور على هذه الوتيرة ، واردت التوسع في هذه المقالة لكي الفت نظر الساسة ، من هم ابناء جلدتنا ، اننا شعب وافرادونخب ومثقفين وجمهور ، نحن نطمح ان يكون مصيرنا ومصير من نعيلهم ، بخير وأمان ولايتحقق ذلك دون وجود المتصدي الحريص ،والمخلص، الذي يعي خطورة ما اذكر! نحن شريحة كبيرة هي اغلبية الشعب ، لدينا من يمثلنا ، شئنا ام أبينا ، لأن التمثيل البرلماني لنا هم اخوتنا في ( الاطار التنسيقي ) وهم حملة امانة مصيرنا ، من كل الوجوه ، مادية كانت ام معنوية ، علينا ان نذكر الاخوة الكرام ، لاننسى كيف كان البعثيون والخونة يعاملون محبي اهل بيت النبي ، القصة ليست تأريخ لكي اذكر به ، بل هي واقع عشناه لثلاث عقود ، حكمنا الاراذل وسامونا سوء العذاب ، بين معدوم ، ومشرد، وخائف ، ومختفي ، ومن ذاب جسمه بالتيزاب ، او ضمته المقابر الجماعية ، او ذهب ضحية في حروب لاناقة لنا فيها ولاجمل اًو مهجر من وطنه ، القسر والخوف من الانتقام جعلنا نخسر فلذات اكبادنا ، وخسرنا خيرات بلادنا في تبذيرها بشراء السلاح والاعتداء على الجيران ، وما خسائرنا في احتلال الكويت بغائبة عن ذهن اللبيب ، فبعد ان دمر كل جيشنا ، عدة وعدد، كلفتنا هذه المغامرة كل البنى التحتية التي بنيت بعقود من الزمن ومن خيرات البلد ، الى التعويضات الباهضة التي دفعناهاللجارة الكويت ، بدلا عن كل شيء تم تدميره ! الى مستوى اثاث البيوت البسيطة لتبلغ الخسائر التي اقرتها الامم المتحدة لصالح الكويت ب(52.5) مليار دولار ! هذا الرقم الذي يشكل ميزانية عدة دول ! ذهبت ادراج التهور والظلم الذي اقترفه النظام الصدامي ، ضد بلد شقيق سخر كل طاقاته لدعم العراق !
ناهيك عن انتهاء الزراعة وانصراف الشباب للحروب وهجرت المزارع لتتحول لأطلال لازرع فيها ولاضرع، مرورا بالقضاء على المسطحات المائية في اهوار الجنوب التي كانت تشكل ثروات وليس ثروة واحدة ، تم القضاء عليها ببناء السدود وتقطيع الاراضي للتتحول لصحراء قاحلة ، بحجة مقاتلة العدو الذي صنعته ايادي الاستكبار ، دون اي مبرر منطقي ! وهذه الحوادث كانت تبعثر وتقضي على ارواح شبابنا وثرواتنا بأرقام مهولة ، وكثير من هذه المصائب التي صبت على رؤسنا نحن الجنوبيون !حيث خربت مدننا وخسرنا 20 مليون نخلة مثمرة ، لتتحول اراضيها لصحراء جرداء واطلالها في البصرة والسيبة وابي الخصيب والفاو وشط العرب والقرنة وضواحيها ، شاهد على هذا الدمار ،لكي يصبح العراق مستوردا للتمور بدلا ان كان الاول في العالم بأنتاج التمور ، هذا السرد السريع والموجز ، ذكرته لكي اقول لساستنا وللاطاريين حصرا ، ان العدو يجلس في الكمين ، وما ان تسنح الفرصة له ، حتى ينقض عليكم وعلينا جميعا، ونعود لنكون ضحايا فصول مأساة جديدة ، اعيذ ابناءنا واهلنا منها ، وكل هذه التحذيرات اذكرها لكي يعيها من استلم زمام مصيرنا ، فحذار من الغفلة وحب الشهوات والاموال ، وحذار من ان يستدرجكم الاعداء لتكونوا وقودا لحرق بيوتكم ، واهليكم ، واعلموا انكم لستم ملك انفسكم لكي تتصرفوا بها ! بل انتم ملك شعب بأكثرية ظلمت من قبل ومن بعد ومكثت صابرة ، لكي لا يتسلط علينا ما نستعيذ بالله منه في دعاءنا الذي نردده دوما ( ربنا لاتسلط علينا من لايرحمنا ولايخافك) وهذا العدو موجود بين ظهرانينا فلا تغفلوا لان الندم لايجدي نفعا اذا وقع المحذور ،اجمعوا متفرقكم ، وسامحوا مسيئكم ، واهرعوا لرضى من وقف وقت الشدة وانقذنا من الهلاك حيث كنا نذبح على هويتنا ، فأهلكم معكم وسندا لكم عند الشدة ،شريطة ان تحسنوا الصنع، بوحدة الكلمةً ، والحذر من الخطر المحتمل واجب ، ومن ينام لن ينم عنه!
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha