خالد غانم الطائي ||
عندما يصاب الناس بالامراض والاوجاع (عافاكم الله)فأنهم يتجهون الى عيادة الطبيب المختص لبيان ما الم بهم ويقومون بدفع المال وينتظرون في عيادته ثم بعد مجيء الطبيب فسيدخلون عليه مريضا بعد اخر وبعد الاستماع لما يشتكي منه المريض وبعد الفحص يبعثه الطبيب لمختبر التحليل او عيادة اشعة ونحوها وهو بذلك يستعين بغيره في التشخيص...
وقد يخطأ الطبيب في تشخيصه وربما لايجد الطبيب علاجا مناسبا او عقارا للمريض ...ايضا فأن الطبيب لا يستطيع ان يستمع لمريضين او اكثر في آن واحد لان ذلك سيصيبه بالارباك والعجز عن الاستماع،قال تعالى(..وجعل لكم السمع والأبصار والافئدة لعلكم تشكرون)سورة النحل الآية ٧٨،فالسمع ورد بصيغة المفرد لان الانسان يعجز عن سماع وفهم اكثر من متكلم في وقت واحد ..وربما كان المريض يعاني من اكثر من مرض فيتوجب عليه حينئذ مراجعة اكثر من طبيب وحسب الاختصاص.. وذلك المرض اما ان يكون عضويا او نفسيا.
لكن مراجعة الله -سبحانه وتعالى- تختلف عما ذكر فالله لايحيط به مكان وهو بكل مكان يسمع انين الواهنين ويعلم بوجع المتوجعين ولايتعين على المريض دفع مبلغ من المال والانتظار حتى يأتيه دور المراجعة بل ان الله -عز و جل- هو العالم والمطلع على كل شيء ،قال تعالى(يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور )سورة غافر الآية ١٩،ولاتخفى عليه خافية في الارض ولا في السماء.
وقد ورد في دعاء الجوشن الكبير(يا طبيب من لا طبيب له...)وأن الله العليم الخبير لديه التشخيص الحق ولكل مرض علاج ثم انه - تعالى ذكره- يسمع جميع الناس،قال - تقدس اسمه-(...ونحن اقرب اليه من حبل الوريد )سورة ق الآية١٦ وايضا ورد في دعاء الجوشن الكبير(يا من لا يشغله سمع عن سمع يا من لايمنعه فعل عن فعل يا من لايلهيه قول عن قول يا من لا يبرمه إلحاح الملحين يا من هو غاية مراد المريدين)،والله -سبحانه- يشافي كل الامراض العضوية والنفسية ..
قال - عز و جل - حكاية عن نبيه(...واذا مرضت فهو يشفين)سورة الشعراء الآية ٨٠ وقوله تعالى(..الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)سورة قريش الآية ٤، وقوله تبارك اسمه(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب)سورة الرعد الآية ٢٨، وقوله -تعالى-(واذا سألك عبادي عني فأني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون)سورة البقرة الآية ١٨٦
،وقد ورد في الحديث النبوي (على مشرفه وآله الصلاةوالسلام):(الدعاء مخ العبادة)و(الدعاء سلاح المؤمن) وهذا لايعني عدم التسبب بالاسباب الطبيعية التي توصل الى المريض للعلاج لكن لا ينبغي ان نغفل عن الدعاء والله- تعالى- قد عبدنا به ليكون الخضوع والخشوع والاستكانة واللجوء اليه لا لغيره،(وقال ربكم ادعوني استجب لكم)سورة غافر الآية ٦٠.
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha