خالد غانم الطائي ||
أجتمعت الطيور واتفقت على اقامة احتفال سنوي لها فتجتمع وتستعرض الوانها وريشها ورشاقتها وجمالها ومن ضمن هذه الطيور (الغراب ) وقبل أقامة هذا الاحتفال بمدةٍ يسيرة فكَر الغراب في ان يُغير هيأته قبل المشاركة فيه فعمد الى طلب ريشة واحدة من كل طير ( من الديك والطاووس والنسر و.............) رغبةً منةُ في أن يظهر بمظهر يُبهر ويُثير أعجاب المشاركين في ذلك الاحتفال...
ثم قام بالتخلي عن ريشةِ وألصق ريش غيره عليه حتى أذا أنعقد الاحتفال وأخذت الطيور المشاركة فيةبأستعراض ريشها وألوانها طيراً بعد آخر حتى جاء الدور للغراب فما أن دخل مكان الاستعراض لم تعرفهُ الطيور وأنكرتهُ فقد ظهر بهيأة غريبه غير معهودة فتحيرت الطيور وتساءلت عن هوية الطير المستعرض بعدها أخذ الديك يعمل بصره في الغراب الغريب في شكله حتى عرفة فتذكر أحدى ريشاته التي كان الغراب قد طلبها منه فعمد الديك الى استرجاع ريشته من الغراب وقد فعل ذلك وأخبر الطيور عن هوية الغراب ( الاصلية الحقيقية )..
بعدها اقبل كل طير قد أعطى ريشته للغراب فأسترجعها فلم تبق ريشة واحدة تغطي جلدة وكان موضعا للتهكم والسخريه لبقية الطيور فالغراب قد تخلى عن هويته ولم يغنه استجداء الريش من غيره
والاشياء تعرف بأمثالها فمن تخلى عن هويته الاسلامية وتشكل من عدة ثقافات ملونة ومتعددة وبالتالي لا هوية له محددة قد تأطر بإطارها فينعدم التناسق والتشاكل في نوع الريش ولونه وحجمه ومن امثال تلك الغربان المرأة السافرة المتخلية عن حجابها الاسلامي(1) وارتدت (رفع مقامكم )حذاءا ذوعقب عالي والذي يسمى في عرفنا الاجتماعي خطئاً (ذو كعب عالي)(2) ومصمم هذا الحذاء يهودي عمد الى جعل شكل عقبه يشبه الكعبة المشرفة لأهانتها..
. فالمرأة هنا في حذائها تقلد اليهود وفي بنطلونها تقلد الرجل أذ ان أصل تسمية البنطلون ترجع الى ممثل مسرحي أيطالي هو أول من لبس هذا الملبوس فسمي بأسمه ثم راحت هذه المتبرجة الى وضع مساحيق التجميل والكريمات وأحمر الشفاه .... على وجهها أمام وعند الرجل الاجنبي(3) لتتجمل في ظنها وهي في الحقيقة الامر تتقبّح لان عملها حرام والحرام قبيح ثم غطّت رأسها بحجاب أسلامي في الاسم فقط فقماشه خفيف لا يستر ما تحته ثم لجأت الى اختيار قميص مُشكّل من ثقافات عدة وأرتدتهُ والنتيجة لهذه المتبرجة مساوية لنتيجة (غرابنا المسكين ) الذي ضيًّع هويته كذلك هي قد أضاعت هويتها الاسلامية...
ونسمعُ نداءً ممَن يُنادي (بالديمقراطية) وهو مسلم ويدعو الى أستبدال المنهج الإلهي بمنهج وضعي من صنع عبد الله وليس من تقرير الله سبحانهُ فهو مسلم بالأسم فقط اما هويته الحقيقية الروحية الأسلامية فقد ضيَّعها وراح يبحث عن بدائل لها قال تعالى (ومَن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم القوم الكافرون ) سورة المائدة الآية 44 وقوله تعالى ( ومَن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الظالمون ) سورة المائدةالاية 45 وقوله عزّ من قائل (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ) سورة المائدة الايه 47 ؛ ونجد من يحارب القيم الاسلامية ويحاول جاهداً استيراد القيم الوضعية الوضيعه التي لاتُسمن ولا تُغني من جوع وامثال هؤلاء كلهم غربان بل حالهم اشنع لتركهم عقولهم وراء ظهورهم واتباعهم لهوى النفس والشيطان الرجيم..
فهذه دعوةً لي ولغيري من المسلمين ان لا يستبدلوا الذي ادنى بالذي هو خير وأين الثرى من الثُريا فالاسلام العظيم هو الثريا وما عداه هو الثرى ( التراب ) قال تبارك أسمهُ ( ان الدين عند الله الاسلام ) سورة آل عمران الآية 19 وقوله سبحانهُ ( ومن يبتغ غير الاسلام ديناً فلن يُقبل منهُ وهو في الآخرة من الخاسرين ) سورة آل عمران الاية 85 .
........ ............
(1) قال تعالى (وقرنَّ في بيوتكن ولاتبرجنَّ تبرج الجاهلية الأولى ) سورة الاحزاب الآية 33.
(2)الكعب:هوالمفصل بين الساق والقدم,وفي قول مشهورللفقهاءبانه قبة القدم.اية الوضوء سورة المائدة الاية6.
(3)هو من يحل للمراة الزواج منه.
ـــــــ
https://telegram.me/buratha