كوثر العزاوي ||
الحب وحده لايكفي..
ولكي تحصل على شهادة إختصاص في قسم{ ومودتي نور الموالاة لمحمد وآله "عليهم السلام" عليك بالدخول لأربع مراحل مهمة جدا على هرم الحب، حتى تدرك معنى التفوق في مدرسة عليّ "عليه السلام"وحيازة شهادة الولاية في {
اشهد انّ عليًّا وليُّ الله}
فهلموا نتعرّف على ضوابط مدرسة عليّ التمهيدية لنكون على النهج ثابتين:
-المرحلة الأولى: "مايتعلق بالنفس"
-عدم الإغترار بالدنيا :
سواءٌ في عمله الفرديّ والشخصيّ أم في محراب عبادته أم في مناجاته أم في زهده أم في فنائه في الله أم في جهاده مع النفس والشيطان والدوافع النفسانية والمادية، كلّ ذلك اثبتتهُ مدرسة عليّ بكلمة واحدة أكدته المسيرة العملية{ دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز} فلم ولن يتخذ منها رياشًا ولا يعتقدها قرارًا، ولا يرجو فيها مقاما، فأخرجها من النفس، وأشخَصَها عن القلب، وغيَّبها عن البصر، كذلك مَن أبغضَ شيئا أبغضَ أن ينظرَ إليه، وأن يُذكَر عنده، وهذا ماتحقق فعلًا حقًّا مع علي"عليه السلام"
فأنت يامَن أحببتَ عليّ، وانت تتحرك في دائرة الحياة الواسعة
عليك أن تدرس وتتأمل الدرس الأول وتباعًا الدروس الآتية.
-المرحلة الثانية، مايتعلق بالتطبيق العملي ضمن النظام الإسلامي:
لكي تسير الأمور بأسبابها وتتحقق أحكام الله وتعاليم القرآن وفق قوانين السماء، يتطلب ذلك سعيًا وجهادًا لأجل إقامة العدالة، وقد تحقق هذا أيضا مع عليّ "عليه السلام" منذ اليوم الأوّل للرسالة ومن السّاعات الأولى ، حيث وجد النبي صلى الله عليه وآله إلى جانبه شخصًا سندًا مجاهدًا مؤمنًا مضحّيًا حدّ الفناء مذ كان في بداية عهده و شبابه وهو في التاسعة إلى الحادية عشر من عمره الشريف يتحرك مطيعًا لله ورسوله فيما يُملى عليه وبُطلَبُ منه خدمة للرسالة النبوية ورسولها، والتاريخ حافل، فضلا عما حكي القرآن في مناقبه وفضائله المنيفة على مستوى العمل والموقف لا الكلام وحسب!
-المرحلة الثالثة وبعد عمر من الكدح عند تولّي مسؤولية الحكم والولاية:
فقد جسّدت مدرسة "عليّ" معانٍ لاتحصى في تجسيد العدل المطلق والمواساة بين الناس وهو القائل:{الذليل عندي عزيز حتى آخذ الحق له، والقويّ عندي ضعيف حتى آخذ الحق منه، رضينا عن الله قضاءه وسلمنا لله أمره} كما كان تجليًا ناصعًا لآية "أشدّاء على الكُفّار رُحَماء بَينهم"رحيمًا عطوفًا وقد تميّز في حبه وعنايته بالمساكين ورعايته للضعفاء رعاية خاصّة، في الوقت الذي اعتبر الوجهاء الذين يفرضون أنفسهم بغير حق بواسطة المال والسّلطة و غير ذلك، هم تراب لاقيمة له قِبال الإنسانية التي يحملها الإنسان وسامًا ينال بها الحظوة عند الغني المطلق سبحانه!
-المرحلة الأخيرة في مدرسة علي عليه السلام "التجارة مع الله":
وذلك عبر بيع النفس إبتغاءًا لمرضاة الله على نحو المصداق في قوله تعالى:
{و مِنَ الناسِ مَن يَشري نفسه ابتغاء مرضاة الله} أي يبيع نفسه و يُقدّم وجوده "إبتغاء مرضاتِ الله"، فلا يوجد في البين أي هدفٍ آخر أو اي مقصدٍ دنيويّ أو أي دافعٍ ذاتيّ ولامكسبٍ ماديّ، بل فقط وفقط حبًا لله تعالى والتماس قربه ونيل رضاه!
فكان"عليه السلام" عاشقًا لمولاه فصار مصداقًا جليّا للإيمان كله، ومعنىً حقيقيًا للحقّ الذي يدور معه حيث دار مابقي الليل والنهار، وقد أكدّ مقامه مانزل به من آيات قاربت الثلاثمائة من لدن عزيز حكيم، تحكي فضائله ومآثره ومفاخره ومكارم أفعاله! لانه لم يعش لحظة واحدة لذاته ولم يكن لنفسه نصيب من متاعٍ وغيره، بل عاش وقضى كله لله وفي رضا الله والى الله وذلك الهدف الذي عاش وضحى ومضى مغدورًا لأجله، ومن ذلك قد حاز على أرقى شهادة خلود أبدية ممهورةٍ بالفوز العظيم!!
فهذا هو عليّ مدير أعلى واسمى مدرسة خلّدها التاريخ ، إنه عليٌّ في زهده وجهاده، عليٌّ في حُكمه وحكمته وحكومته، عليٌّ في نبذ ذاته وذوبانه بربّه، وماذا نقول بعد، سوى أنه العليّ في كل شيء وكفى!!
٢١-رمضان١٤٤٤هج
١٣-نيسان٢٠٢٣م
ـــــــ
https://telegram.me/buratha