لمى يعرب محمد ||
من شدة كرههم قرروا أن يقتسموا حقدهم بين سمهم والسيف، ومن شدة رغبتهم جعلوه يستشرى في جسده، فحققوا بذلك مرادهم وحاكوا نوازعهم ونواياهم التي ذهبت إلى حد القتل، متطرفين كانوا في ضربت هامته، سلكوا مسلكا خطأ، ووطئوا موطئا زلق، جيل بعد جيل عم هذا البلاء لهذا الداء النفسي، واستمرت بمحركاته المتعددة والتي أدت إلى كثرة الضحايا والمبتلين به، في خارج الإطار الإسلامي وداخله، ما حدث لا يمكن حصره في زاوية ضيقة خصوصا وان كان هذا القتل لشخص أعطاه الله ميزات عن غيره، وأعتبرت حادثة قتله من ماسي العصور.
عن الإمام علي(ع):"كل حقد حقدته قريش على رسول الله(ص) أظهرته في، وستظهره في ولدي من بعدي. مالي ولقريش! إنما وترتهم بأمر الله وأمر رسوله، أ فهذا جزاء من أطاع الله ورسوله إن كانوا مسلمين؟!".
أكداس الغل ودوافع الجريمة كان لابد من تحقيقها، ومن غير المهم ذكر كيفية وسيلة تحقيقها إن كان فرد أو امة، وإلا من غير المعقول ما جرى آنذاك من حادثة القتل في شهر رمضان لا يوجد هناك مجتمع أو امة إسلامية تحترم خصوصياتها أو أقلها بدوافع حرمة هذا الشهر العظيم.
كثير من الأحيان تحبط الأمم إرادة الله ومشاريع الأنبياء والأولياء ولا تستطيع هذه المشاريع أن تجد طريقا لها إلى التطبيق، وهذا واضح في القصص القرآنية للأنبياء، وكذلك في قوله تعالى" وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفاين مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين"، الانقلاب والجهل المتطرف، الحقيقة التي يفسرها التاريخ والتي نقلت عبر الأحداث والضجيج العشوائي في المجتمع الإسلامي، على الرغم من كان يريد المعرفة فهي واضحة ، هذا التباين بين الموقفين يدعو إلى التأمل في الآية الانقلابية، وتؤكد ان الانقلاب والجهل نوعان: وهو الذاتي الذي ينتجه الإنسان نفسه، والجهل الصناعي وهو قوة كبيرة وبضاعة مصنعة تستشري في المجتمع نتاج مشاريع سياسية لا يدرك فيها المجتمع خطورة جهله كما حدث في حادثة القتل من شهر رمضان.
لم يكن السم مذنبا يوما، ولم يكن أداة لقتل الأمام علي "ع"، ومغادرته الحياة الدنيوية، بقدر ما كان الجهل و إدارة الإدراك متنفذ بنشر حقائق مزيفة تم ترسيخها في أذهان الناس، وصناعة مجموعة يتم استخدامهم في تطويع العقول، هذا ما حدث ويحدث وسيحدث باستمرار وينتقل عبر تاريخنا ويومنا هذا إلى أجيالنا القادمة.
ــــــــ
https://telegram.me/buratha