خالد غانم الطائي ||
انطلق خيالي ينسج نسيجا تتوالد منه بنات افكاري وقد رسم متنزه جميل اكتست أرضه ببساط أخضر وانتظمت فيه الاشجار الجميلة في خطوط مستقيمة او تكاد تكون كذلك وانتشرت فيه الورود الفواحة والتي تتراقص بينها فراشات ملونة رائعة الجمال تحكي لنا بلسان الحال عن شيء من بديع صنع الله البديع..
وقد انتظمت في المنتزه الألعاب المسلية التي يروم الأطفال من خلالها ان يطيروا بجناح البراءة ليحلقوا ببرائتهم النقية البيضاء إلى أفق واسع يتنفسون فيه المرح والفرح..وقد اصطحبت معي ابنتي الاثنتين الأولى اسمها (رغبة)والثانية اسمها(رهبة)وقد همتا باللعب واختارتا من بين الالعاب(لعبة الارجوحة)وهي خشبة مستوية طويلة لأمتار متعددة تستند في وسطها على قاعدة ارتكاز وقد جلست(رغبة)على طرف من الارجوحة بينما اخذت (رهبة) مكانها على الطرف الآخر ،
وبدأتا اللعب أحداهما تنخفض والأخرى ترتفع وهكذا تباعا وبأستمرارية متواصلة..
عندها دار في خلدي ان عبادة المرء لربه الحق لابد أن تتعادل وتتواصل فيها الرغبة إلى ثواب الله -تعالى ذكره-ورضوانه ومغفرته وعفوه والرهبة من غضبه وانتقامه وسخطه وليس لاحد الطرفين الرجحان على الآخر ،
فالرغبة والرهبة سائقان يدفعان بالمرء للعمل الصالح ومن دونهما لا تتحقق العبودية للمعبود - تقدس اسمه-والتي هي مقياس رفعة الإنسان وارتقاءه. قال -تبارك ذكره-(سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى...)سورة الإسراء الآية ١..وقال -عز و جل-(انا إلى ربنا راغبون ) سورة القلم الآية ٣٢ ،وقوله -جل ثناوءه-(تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون)سورة السجدة الآية ١٦.
ــــــــ
https://telegram.me/buratha