بدر جاسم ||
عيون الشهداء لا تقبل الضيم، وتأبى أن يُدنس العدو حماها، فهي تنظر إلى السواتر والمرضى والمعوزين، فتشاهد مدى المأساة، وشدة الحاجة، لمنقذ هذا العالم من بطش الظالمين، عيون الشهداء تلتقي بمحطة الانتظار، ليضعوا أقدامهم على سوح التمهيد، للإمام المنتظر (عجل الله فرجه الشريف) الذي بيديه المباركتين تُحل عُقد العالم.
أزمات العالم نابعة من الإدارات الفاسدة، التي تسرق ثروات الشعوب وتدمر بلدانهم، فكان الشهداء مقاومون للفساد ، وأشداء على الظالمين، إن تحقيق العدل مبتغاهم، ورفع معاناة الملايين من الفقراء هدفهم، وهذا لا يتم إلا على يدي الامام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف) الذي يحقق حلم الأنبياء بإقامة دولة العدل الإلهي، ليأخذ بيد البشرية إلى العدل والتطور والسمو، ولهذا أمنيات الشهداء هي إلحاق بالركب المهدوي، لتكون خطوة في طريق العدالة، أو بصمة في لوحة التمهيد، فكانوا يحملون أرواحهم على أكفهم، ويجوبون بها الصحاري والجبال، بكل الظروف فلم يعيقهم شيء لمنع الضرر عن الأخرين.
الشهداء عُشاق بكل تفاصيلهم، وباحثون عن كل ما يحبه المعشوق، ليؤدوا حق العشق، فالأمام المهدي(عجل الله فرجه الشريف) هو معشوقهم، الذي يجوبون الجبهات والمفاوضات ويقاومون كل الإغراءات، حتى يؤدوا فرض العشق للإمام المنتظر (سهل الله مخرجه) يبذلون كل جهودهم حتى لا يقصروا في واجبهم الشرعي، إنهم يشاهدون ما لا نشاهده نحن، ويعرفون ما لا نعرف بكل تأكيد، فماذا كان يريد الشهيد (ابو منتظر المحمداوي) رغم جراحه؟ وعن ماذا كان يبحث في أهوار الحويزة وصحاري الانباء؟ إنهم يسعون إلى نور يشق الظلام، ليمنحهم وسام الخلود.
أحد أقول الشهيد أبي مهدي المهندس "الإمام المهدي هو الحاضر الغائب وهو مستقبلنا الذي نتطلع إلى ظهوره وإنهاء الحروب" فالإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) هو أمل المجاهدين، وهدفهم السامي بصناعة مستقبل أمن، لذلك لبسوا القلوب على الدروع، ووقفوا عند كل خط مواجهة، وعلى كل ساتر، فهم فخر الأمة وعزتها، إن كل شهيد هو حجة على كل من يستسلم ويخضع للعدو.
الشهداء أمنوا بصناعة مقومات الظهور المبارك، واخذوا على عواتقهم التمهيد العملي، وصناعة إقتدار، فانتظارهم هو العمل، وحبهم هو الطاعة، وعشقهم تذليل كل الصعاب، فقد رحلوا منتصرين، ومهيئين لنا طريق العزة والكرامة، رحلو وأصبحوا حجة علينا جميعاً.
ــــــــ
https://telegram.me/buratha