نعيم الهاشمي الخفاجي ||
التفرد بالسلطة ليست حالة طارئة بل سجلت كتب التاريخ قصص مرعبة إلى آلاف الأشخاص الذين شغلوا مناصب ملوك ورؤساء وقادة وخلفاء أتت بهم الصدفة وإذا بهم يحتلون المنصب الأول بالدولة أو السلطة أو الإمارة، بطبيعة البشر توجد فئات كثيرة تتملق للحاكم بحيث يجعلون الحاكم أو المسؤول يصاب بداء العظمة، ويشارك هؤلاء المتملقين في صناعة الطواغيت ليتسلطوا على رقابهم.
الحاكم اذا كان عادل وليس طاغية يفتح مجال الحرية للناس لتعبر عن آرائهم، لذلك يبرز دورالمثقف الذي يكون عمله بالتأكيد الحديث عن الحرية والنقد البناء وليس النقد الهدام، جورج طرابيشي قال إن «مهمة المثقف أشبه ما تكون بذبابة سقراط، أن يوقظ لا أن ينيم، وأن يلسع لا أن يخدر»، وذبابة سقراط هي وصف أفلاطون لأستاذه بأنه كذبابة الخيل التي تستحثها على الحركة، وصف سقراط للذبابة كان وصف دقيق، لأن واجب المثقف الحقيقي وليس مانراه من فيالق الاعلاميبن من كتاب وصحفيين كانوا مصدعين رؤوسنا بالشعارات الثورية واليسارية فإذا بهم يتحولون إلى كلاب حراسة تدافع عن أنظمة البداوة والتخلف مقابل الريال والدولار.
مفهوم دول البداوة العربية المتخلفة يريدون من المثقف أن يدافع عن الحاكم ويجمل وجه القبيح في المجتمع، واجبه مدح الحاكم بين صفوف المجتمع، ولايجوز للمثقف والكاتب والصحفي أن يتكلم عن فساد وظلم الحاكم، وعلى المثقف يطبق حديث السمع والطاعة المطلقين إلى ولي الأمر وإن كان فاسق وظالم، وحسب حديث ابو هريرة الدوسي، قال لايجوز الخروج على الحاكم وأن قتلتك وسلب مالك وادمى ظهرك، يعتبرون إبداء أي رأي، أو الحديث عن إعطاء الناس الحقوق بمثابة شق للصف وخروج على ولي الأمر والجماعة، بطبيعة الحاكم الظالم وخاصة الذين نصبتهم دول الاستعمار لحكم شعوب العرب، هؤلاء الكثير منهم استعمل الدين كوسيلة لبناء سلطانه مثل كيف استعان ابن سعود في شيخ دين يفهم الفقه بعقلية بدوية وهو محمد عبدالوهاب، من جمع هؤلاء بالحقيقة هو وزير المستعمرات البريطانية همفر وذكر القصة بوثائق نشرتها وزارة الخارجية البريطانية، ذكر أحد الكتاب متخصص في المجال الاجتماعي، قصة تقول القصة أن ثعلب كبير بالسن صاحب تجربة حياة قال لأبنائه، ياابني اسرقوا الدجاج من اي بيت في القرية،
لكن أياكم أن تسرقوا بيوت الرهبان. وتجار الدين، فقال الثعلب الصغير لماذا يا أبي، اجابه الأب، لانكم إذا سرقتم دجاجة من بيوت هولاء ،سيصدورون فتوى تنص على تحليل أكل لحم الثعالب
ويحشدون أدلة تؤيد كلامهم ويتم إبادتنا جميعا.
سلاح الفتوى لدى دول البداوة سلاح دمار شامل بيد الحاكم يستعمله لقتل ابناء الشعب وبطريقة شرعية تقربه إلى الله عز وجل حسب مايعتقد به الحاكم.
هناك حقيقة كل الساسة بالعالم سواء كانت نظم ديمقراطية أو استبدادية يحبون السلطة والتضحية بكل ما هو ممكن من أجلها، لكن الدول الديمقراطية توجد آليات دستورية تضمن حقوق واسعة للمواطن لكن هناك دولة عميقة تتحكم بالقرار السياسي والاقتصادي والتحالفات الدولية.
تبقى البيئة العربية عبر التاريخ ساذجة، دائما قوى الاستعمار تخدع العرب لينفذوا مخططاتهم وبروح رياضية، من أسقط الدولة العثمانية مفتي مكة الذي أعطى فتوى طلب من الضباط والجنود العرب السنة بالجيش العثماني ترك العسكر والانضمام إلى ميليشياته لمقاتلة الجنود الأتراك ودعم القوات البريطانية والفرنسية الغازية مقابل وعد غير مكتوب ينصبوه ملك على العرب، النتيجة جزئوا الدول العربية إلى ٢٢ دولة، عندما احتل السوفيت كابل، تم نشر خبر ان القوات السوفياتية تريد تصل إلى المياه الدافئة بالخليج، أصاب حكام الخليج اسهال شديد، باليوم الثاني أصدرت المؤسسة الدينية الوهابية فتوى مجاهدة السوفيت وفتحت خزائن دول الخليج لتمويل حروب الناتو ضد السوفيت، النتيجة من خلال فيالق الإرهابيين تم استنزاف السوفيت وتفكيك المعسكر الشرقي بل وتفكيك الاتحاد السوفيتي، بحرب احتلال صدام الجرذ للكويت، العرب مولوا حرب تحالف من ثلاثين دولة لتدمير جيش صدام الجرذ، فرضوا حصار جائر بالاخير سمحوا للقوات الأمريكية في استعمال أراضيهم ومطاراتهم إلى غزو العراق واحتلاله، في الربيع العربي دول الخليج مولت العصابات الإرهابية لقتل الشعب العراقي والسوري وتدمير ليبيا واليمن خدمة للمصالح الاستعمارية وبحجة تمدد الشيعة وإيران.
انا متابع جيد لما تكتبه فيالق الارتزاق من رفاق دربي من القوى التي كانت تدعي اليسارية في صحف البداوة، أحد المرتزقة الذي كان يدعي انه شيوعي ويساري كتب مقال عنوانه جميل، عندما يقهر مثقّفون المثقّفين، كتب مقال عززه في أقوال الى سقراط وفلاطون لكي يصب غضبه على المثقفين العرب لكي يقول، أنّ المثقّفين قد يكونون أكثر الناس تمسّكاً بأساطير جامدة، يصرّون على فرضها كائناً ما كان الثمن.
وقد تكون المفارقة أنّ الثقافة وعموم المثقّفين، الذين يأبون الإذعان للأسطورة ويدافعون عن حرّيّتهم واختلافهم، يغدون أوّل ضحايا حكم المثقّفين.
كلام هذا المرتزق الممسوخ كان مقدمة إلى شن حملة على الثقافة الروسية، وخاصة على الشيوعيين بقيادة ستالين، انا لست مدافع عن الشيوعية ولا عن ستالين الذي استعمل القوة مع بقايا نظام القياصرة السابق، ستالين قاتل هتلر ولولا الجيش الأحمر لسيطر هتلر على القارة الأوروبية والعالم، كل مظاهر الحرية بالغرب بفضل تضحيات الجيش الأحمر وبصمود الزعيم الرفيق ستالين.
ستالين جمع كل القوى المعادية له ووضعهم في معتقلات لكي يضمن دولته السوفياتية.
في الختام اقول إلى هذا المرتزق العالم شاهد كاتب وصحفي سعودي اسمه جمال خاشقجي دخل قنصلية بلاده مع خطيبته التركية، دخل إلى القنصلية ولم يخرج منها بل خرج عبارة عن قطع لحم معلب في اكياس، هل كتبت مقال حول هذه الجريمة البشعة، وانت تكتب عن حقبة ستالين يا أيها المرتزق.
نعيم الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
28/3/2023
ــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha