المقالات

التزام الرفض والانسحاب!

1434 21:30:00 2008-06-03

( بقلم : علاء الموسوي )

جرت العادة منذ قرون عديدة في عالمنا العربي بالتحديد على الالقاء بعبء مسؤولية ما نواجهه من مشاكل سياسية او طائفية على عاتق الاخر، فتارة نتهم الغرب الاستعماري وتارة اخرى نتهم الصهيونية العالمية، واخرى نتهم التدخلات الاقليمية والدولية الى غيرها من المسميات التي تخضع لقانون نظرية المؤامرة وما تبعها من ارهاصات كانت وما زالت تمثل هرم الخلاف في الاوساط السياسية لدينا.

فقد صار الاسهل علينا ان نتهم الاخر ولا نحاسب انفسنا على ما تجنيه ايادينا من عدم التواصل مع بعضنا والبعض، وعجزنا عن تقبل الاختلاف العقائدي او المذهبي فيما بيننا ،بل عجزنا عن الاعتراف حتى بأبسط مظاهر الطبيعة البشرية، وهي الاختلاف في كل شيء بدءا من اللغة او اللون وانتهاءً بالمذاهب والعقائد والتيارات والاتجاهات الفكرية المتنوعة. بل بدا لنا ان نجعل هذا الاختلاف الذي اريد به اثراء البشرية بالتنوع فيما بينها، يتحول من خلال عقولنا القاصرة الى سيف نمزق به اوصالنا ونقتل به احباءنا واخواننا في الدين والوطن. على الرغم من الواقع المأساوي الذي يعيشه المواطن من سوء الخدمات وفقدان الامن والامان ، فضلا عن تصبره للاهوال التي يعيشها ويلمسها في واقعه اليومي ، املا منه بأنتظار الفرج المنبعث من اروقة مجلس النواب. يفاجأ المواطن ، لاسيما المتتبع للواقع السياسي في العراق، بالدعوات الرافضة والشاذة عن الفحوى القانوني لاي قرار سياسي او اجراء امني، سواء كان برلمانيا او حكوميا يمكنه أن يعالج او يسهم في تتطور البلد اقتصاديا او امنيا، والخروج به من واقعه المتشضي عن الثوابت والدوافع الوطنية الخالصة.بل الغريب ان يصبح الرفض لهذه الجهات والتيارات السياسية السمة البارزة والطاغية على مشاركتها في العملية السياسية، لينسحب الامر الى المعارضة من اجل المعارضة لا غير، دون ان يكون هناك أي مبرر منطقي او قانوني يدعم التوجه المعارض لهذه الجهات. صحيح ان بعض المواقف الفردية من قبل الحكومة لابد من التصدي لها واخذ مواقف جادة للحيلولة دون تطبيقها على ارض الواقع، شريطة ان لاينسحب هذا المفهوم في الوقت ذاته الى سحب بساط الشرعية التامة من الحكومة واتهامها بالتخرص والتجاوز على الثوابت الوطنية التي من اجلها شكلت حكومة الوحدة الوطنية.

لماذا الاستمرار في تعليق المشاركة الحقيقية في الحكومة لبعض الكتل المشكلة للعمل السياسي في العراق، فضلا عن الرفض المستمر لبنود التطبيق لمواد وفقرات الدستور الذي صوت عليه الشعب باختياره واستقلاله عن أي اجندة دولية او اقليمية. هل هناك فعلا خجلا او شعورا بالندم تجاه المشاركة مع المكون والشريك الفاعل في الحكومة؟. ام ان هناك تناغما سياسيا اقليميا ودوليا يهدف بالاطاحة بكل المنجزات التي حقهها المسار الديمقراطي الاتحادي في العراق؟.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو هاني الشمري
2008-06-04
اعتقد ان اكبر نعمة قد منّ الله بها على حكومة السيد المالكي هو انسحاب جبهة التوافق والعراقية والصدريين من الوزارة فلو كان هؤلاء لحد الآن موجودين في الحكومة لما حدثت هذه التطورات الايجابية والتي يشاهدها ابناء الشعب العراقي على المستويات الامنية والاقتصاديه بالرغم من وجود تعثرات في بعض المفاصل واذا ما استمر هذا الانسحاب(وانا ادعوا الله تعالى ان يستمر) لشاهدنا تحولا كبيرا في الخدمات التي ستشهدها المدن العراقية كافة وسيستقر العراق امنيا وهذا مابدأت تظهر بوادره في الافق.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك