بقلم : علي السراي
حقيقة لا أريد ان أكون المتشائم الوحيد في خضم موجة التفاؤل التي تسود المنطقة بعد اللقاء الاخير الذي جمع حاضنة ومفقسة ومصدرة الإرهاب الوهابي العالمي وبين الجمهورية الاسلامية الايرانية وذلك لعدة أسباب أذكر منها…
أولاً - قد علم المنشار بصورة أو أخرى أن هنالك تحركاً عسكرياً ( حتى وإن كان عملية جراحية موضعية ) ضد الجمهورية الاسلامية من قبل العدو الصهيوامريكي بمباركة دولية، مما دفعه للصلح المؤقت، ويقينًا أن هذه الخدعة لن تنطلي على أصحاب القرار وإن حدث هذا الشيء لاسامح الله فمن الطبيعي جداً أن يكون كل حلفاء وعملاء أمريكا في المنطقة أهدافاً مشروعة للصواريخ الايرانية، ناهيك عن أن كل القواعد الامريكية في المنطقة ستتحول إلى رماد في ساعات الهجوم الاولى للعدو، وأن كل القوات الامريكية هناك ستكون أسرى لدى الحرس الثوري الذي يتوق إلى المنازلة وأمريكا تعرف ذلك جيداً.
ثانياً - جنوح مملكة الإرهاب إلى المصالحة هو عجزها عن مواجهة القوة والاقتدار الالهي الايراني المتزايد والذي أرعب الجميع بما فيهم أمريكا والصهاينة، ولنا في المسيرات الايرانية التي غيرت قواعد الحرب في اوكرانيا خير دليل على ذلك وهذا غيض من فيض.
ثالثاً - الإنهيار المتسارع في منظومة الإستكبار العالمي والمتغيرات الدولية والجيوسياسية والتحولات الإقليمية وإنعكاساتها وخاصة انحسار الدور الامريكي وتراجع قوته وتراخي قبضته وضعف سطوته وانكماشه على الداخل جعل حلفاء أمريكا يُدركون أن الغطاء الذي كانوا يلتحفون به قد كُشف ورُفع عنهم ولهذا إستسلموا للامر الواقع، وهذا ماحدى بقادتهم وزعمائهم على إعادة حساباتهم وفق الواقع الجديد المتمثل ببزوغ فجر المحور الصيني الروسي الايراني في المنطقة والعالم بقوة واقتدار.
رابعاً- الحرب العبثية الإستنزافية الخاسرة والهزيمة المدوية لراعية الارهاب التكفيري وتحالفها الدولي وغرقها في مستنقع ڤيتنام اليمن جعلها تتجه للمحرك الأساسي واللاعب الاقوى والمؤثر في المنطقة للخلاص والخروج بأقل خسائر .
خامساً - قد علم المنشار أن الجمهورية الاسلامية كانت ومازالت وستبقى المايسترو والرقم الاصعب في المنطقة وفي معادلة الاستقرار في الشرق الاوسط، وبعد فشل كل محاولاته الشيطانية ومؤامراته الداخلية والخارجية في زعزعة الامن الايراني وتقليص دور الجمهورية وقص أجنحتها في المنطقة أُرغم المنشار على الجلوس صاغراً أمام المفاوض الايراني المقتدر…
النقطة السادسة وهي الاهم … إن كان ما يفعله المنشار مناورة لكسب الوقت والحيلولة دون وصول الشرار المتطاير في أي عدوان على ايران لهُ فهذا لعمري الانتحار بعينه، وسيكون كيانه التكفيري أول لقمة سائغة للصواريخ الايرانية التي ستحوله أثراً بعد عين ، ليس كيان التكفير هذا فحسب… بل كل دويلات التطبيع تباعاً وقد أعذر من أنذر…
وأخيراً أقول … أتمنى أن أكون مخطئاً هذه المرة على الأقل، وان تكون كل هذه الافكار هواجس لاصحة لها إلا في مخيلتي، ولكن من باب أخر أقول، ان التجارب قد علمتنا أن الافعى وإن غيرت جلدها فستبقى لدغتها قاتلة وسمُها زعافاً غادراً لادواء له، وهؤلاء الاعراب لارب ولاعهد ولاميثاق لهم، فدينهم الغدر وديدنهم النفاق، والحذر كل الحذر من خناجر الغدر المخفية بين طيات عباءات أجلاف الصحراء هؤلاء …واليعلم الجميع أن إيران لن تكون وحدها في الميدان، بل هي جبهة عالمية لمحور المقاومة الاسلامية المجاهدة العصية على الهزيمة والانكسار
ولاعدوان إلا على الظالمين والله أكبر…
اللهم عجل لوليك الفرج
https://telegram.me/buratha