سامي جواد كاظم
الجراة صفة رائعة ولكنها في ظرف معين وحاسم واذا اخطا الظرف تصبح قلة ادب وحماقة ، والجراة تكون نصرة للحق بخلاف ذلك تعتبر اعتداء .
اطنب الكثيرون على الصحفية الايطالية الراحلة أوريانا فالاتشي وبالانكليزي فلاشي ، لاسيما المترجم لكتابها حوارات مع التاريخ والسلطة علي عبد الامير صالح والذي هو الاخر ترك ثغرات في الكتاب من خلال تقديمه الركيك جدا للكتاب الذي ترجمه .
لم يذكر الطبعة الاصلية للكتاب وباي لغة واسم الدار التي نشرته وفي اي سنة بل اتخم تقديمه بالثناء على الصحفية وفي كثير من فقراتها لا تستحق ذلك اطلاقا بل اثبت الازدواجية في تقديمه .
قرات اللقاء مع السيد الخميني فقط ولم اقرا بقية اللقاءات ، لا المترجم انصف ولا هي الكاتبة ، فالمترجم قال في مقدمته ان السيد الخميني بدا يتهرب ويقول لها انا متعب ، وهذا افتراء كاذب لان اللقاء الذي خصص لها مدته ساعة بينما السيد الخميني بقى معها ساعتين وبعدها حقا انه تعب وله برنامجه اليومي ، ولقلة ادبها بمعنى الكلمة الذي اعتبر المترجم انها جريئة لم يرد عليها السيد عندما تقول صراحة انها تدافع عن العاهرات والزناة وزواج الرجال من بعضهم ( اللواط) تقول هذا لرجل دين ، وحقيقة هي كانت صادقة في مسعاها فالعلمانية جاءت من اجل الدفاع عن هؤلاء ونشر الرذائل ، وسؤالها ليس عن اصل التحريم الاسلامي لهذه الافعال المحرمة القذرة بل لماذا تمنع وتطالب بالحرية لهم ، وبالرغم من ذلك السيد قال لها بما معناها اننا نختلف عنكم وبالفعل نحن نختلف عنهم من حيث تفكيرهم ومعتقداتهم وجواب السيد كجواب الامام الصادق عليه السلام لزنديق ينكر وجود الله عز وجل فقال له عليه السلام ان صح ما قلنا فانت ستخسر وان صح ما قلت انت فانا لا اخسر وختم الحوار ( بالمعنى) ، بينما من يطلب الحقيقة عن وجود الله عز وجل يحدثه الامام حديثا علميا .
يقول المترجم ان من يترجم لها الحوار يصاب بالاحراج ويتلعثم وهذا لم يحدث مع السيد الخميني فحالما نبهت السيد الخميني بان السيد بني صدر لم يترجم سؤالها بشكل صحيح اعفاه الامام وطلب من مرافقها الايراني سلامي ان يقوم بالترجمة وان يترجم اسئلتها حرفيا وقام بذلك الامر .
الكلمات البذيئة التي استخدمتها سواء في مقالها او وصف اللقاء او تحليلها السخيف بمعنى الكلمة لم يكن نابع عن مهنة صحفية بل عن مزاج حاقد ، ومن بذائتها عندما انتهت الساعتين ونهض السيد كتبت انه ذهب لكي يتبول لان كبار السن هم هكذا .. هل هذا منطق صحفية مهنية ؟ كلا بل منطق صحفية علمانية جاءت تدافع عن العاهرات ، بالرغم من انا شخصيا لم اقتنع ببعض اجابات السيد لها ولكن له وجهة نظر فيما اجاب بالرغم من ان اسئلتها يشهد الله لا يوجد فيها من يخدم العمل الصحفي على اقل تقدير السياسي .
وكانها تعيب على السيد بانه يستخدم التليفون صنع الغرب وليس الاسلام السيارة صنع الغرب وليس الاسلام التبريد صنع الغرب وليس الاسلام ، فاجابها السيد بان هذا الجانب هو الحسن عند الغرب لكن البقية كلها تدخل واعتداء ، وانا اجيبها على ما ذكرت ان ما تحدثت عنه التليفون والتلفزيون والسيارة غيرها نشتريها باموالنا واقول لمن يؤيدها ومن يردد نفس هذه العبارات لماذا تتامرون على الدول التي تقاطع بضاعتكم؟ اليست هي صناعتكم فخذوها ولا تبيعوها للدول الاسلامية لماذا تتهافتون على العرب بالذات لبيع بضاعتكم المبجلة ؟ ومشكلتنا في حكامنا والا الله عز وجل انعم علينا بالخيرات نستطيع ان ناتي بالمصانع والعقول بدلا من الاستهلاك .
اعود لجناب الصحفية ولتكذيب المترجم فبعد ما منحها السيد ساعة اضافة اصرت على ان تبقى لاخذ وقت اطول وهيهات لها ان تحصل على ما تريد من وقت من طواغيت الارض بل يحسب الوقت بالدقائق عند كل قادة العالم وهذه ظاهرة حسنة ، بالرغم من ذلك منحها السيد نصف الساعة في اليوم التالي ، واخذت اكثر من ذلك . وختمت لقائها بكلمات بذيئة قائلة للسيد بانها ستكتب عن احوال ايران السيئة وعدم احترام العاهرات واللواط وووو
ظروف ايران في بداية الثورة كانت عصيبة بمعنى الكلمة وليس دفاعا عن الاخطاء التي ارتكبها اصحاب العمائم ، نعم حدثت اعمال شغب وقتل لايمكن التغاضي عنها وكل هذا بسبب العناصر السيئة التي كانت تامل ان تحصل على غنيمة . ونحن في العراق نعلم ان طاغية العراق اعتدى على ايران في حرب شرسة باموال خليجية ورعاية امريكية ولكننا نؤاخذ السيد عندما انتصر على القوات العراقية وطردها من اراضيهم سنة 1982 لماذا لم يوقف الحرب وهو منتصر ؟ بل جعلها ثمان سنوات زادت معها الخسائر البشرية والمادية لكلا الطرفين ليوقف الحرب وهو يتجرع السم .
الصحفية الايطالية صحفية ليست صحفية مهنية كما يدعي معجبوها
https://telegram.me/buratha