محمد البدر ||
النجف القديمة لها رمزيتها ونكهتها، والحفاظ على طبيعتها التراثية واجب، والدفاع عنها أوجب.
للمدن، كما للأشخاص، روح وذاكرة.
روح المدن هي طبيعتها المعنوية.
تخيل ان تتحول -مثلاً- مكة أو الفاتيكان لمدن ملاهي وبارات كما فيغاس، ماذا سيبقى من روحها؟، لاشئ.
ذاكرة المدن هي، طبيعتها المادية، مبانيها، اسوارها، اطلالها القديمة، طبيعتها العمرانية، الأماكن التي شهدت أهم احداثها، اسواقها، وغيرها.
هذه كلها تشكل ذاكرة المدينة، وميزتها عن غيرها.
المدن القديمة في كل العالم، تبقى كما هي، متسيدة، مطمئنة، راسخة على حالها، ومن يبحث عن تطور عمراني وساحات فسيحة عليه ان يبحث عنها بعيداً عن المدن القديمة.
هذه هي النجف، بسوقها الكبير، وازقتها، واطرافها الأربعة المتلاصقة الضيقة الازقة والدرابين.
شارع الطوسي وشارع الصادق وشارع الرسول وشارع زين العابدين وساحة التوديع وسوق الحويش والسوق الكبير، ومساجدها وجوامعها وبقية تفاصيلها.
مدينة عمرها أكثر من 1000 عام، تخيل أن تُخرب ذاكرتها وطبيعتها ويُهدم تراثها من أجل توسعة ساحة أو شارع حتى لا يتضايق احدهم حين يأتي للزيارة!!.
هذه هي النجف، ومن يأتها زائراً عليه أن ينسجم معها، ويتكيف مع تفاصيلها، لا العكس.
وقبح الله كل متنفذ يتخذ قرار وهو لا يعرف معنى طبيعة المدن وذاكرتها واهمية تراثها الممتد.
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha