محمد مكي آل عيسى ||
من أحب لقاء الله سيكون مشتاقاً للقائه بالتأكيد .. ولمّا كانت صلات المؤمن هي معراجه إلى الله . . وهي باب من أبواب لقائه عز وجل .. كان المؤمن مشتاقاً لها لاسيما بعد ساعات من النوم أو العمل
لذا فإن المؤمن الذي يتوجه مشتاقاً لصلاته بعد ساعات من الانشغال يطيل السجدة الأولى . . سجدة لقاء بعد فراق . . سجدة المشتاق . .وكأنه بسجدته هذه إنما يلقي على الأرض ما تحمّل من أوزار على ظهره في ساعات انشغاله . . ويفرغ همومه .. ويتخلص من أعباء مجهدة تثقله.
ومع حلول شهر رمضان المبارك شهر الله الأكبر وعيد أوليائه وقد اشتاق له المؤمنون له فما المانع أن تكون الليلة الأولى منه كسجدة المشتاق
وتكون العناية بليلته الأولى عناية خاصة بالغة وخصوصا بعد أن وردنا من طريق أهل البيت عليهم السلام الكثير من الأعمال المندوبة لهذه الليلة وقد ذكر منها الشيخ عباس القمي في كتابه مفاتيح الجنان تسعة عشر عملاً . . هذا العدد الكبير من الأعمال المستحبة له من الأثر البالغ بالتأكيد فهي ليلة البدء . . والبداية لها أثر على الوسط والنهاية
وكما أن القرآن الكريم يحذرنا من أن يكون قيامنا للصلاة قيام الكسالى (وإذا قاموا للصلاة قاموا كسالى ) ( ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى) فما المانع من أن نحذر الكسل في استقبالنا للصيام وشهره الفضيل ونرفع الهمّة ونشد العزم من الليلة الأولى ونستقبل الشهر بالجد مشمرين عن السواعد داحرين لإبليس وجنده جاعلين الليلة الأولى . .سجدة المشتاق
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha