المقالات

هكذا فهمتُ حقيقة الانتظار..!

804 2023-03-17

كوثر العزاوي ||

 

الفهم الصحيح لمسألة الأنتظار، هي ان ننتظر الأمام الموعود "عجل الله فرجه"رجالًا ونساءًا وحتى الأطفال نُهيأهم لمعرفة إمامهم، وأنه في الطريق إلينا ونحن جميعًا كالجنود على السواتر المختلفة رهن طاعة القيادة النائبة عنه بوجود نوّابهِ الدّالين عليه، فيجب ان نمشي معهم ونأخذ بتوجيهاتهم، فهم الأعلى مرتبة ومقامًا، ونحن الجنود الذين يفعلون أيّ شيءٍ لإلفات نظر قائدهم بأنّنا ياقائدنا جاهزون، وهذا السلوك يأتي على نحو التزلّف والإرضاء طمعًا في الحظوة والقرب!

وبانتظار الإشارة، علينا أن نستشعر وجودهُ في كل لحظة، ونتدرّب كلّ يوم في ساحة الحياة المتنوّعة الأدوار والأعمال والحركات، وأن ننتظرهُ في طريق الصّواب الذي نلتقيهِ فيه ، ولك أن تتخيّل، ايّ الطرق تتمنى ان يلتقيك فيه إمامك المنتظَر على الأحرِّ من الجمر؟!! ونحن نؤمن أنهُ "أرواحنا فداه" لايأتي الى بيوتنا ليدعونا، بل سيأتي الى الطريق والحياة العامة والى موارد الخدمة وأداء العمل، وعلى سواتر التصدّي وحيث تُدعى فتُلبّي الدعوة ومن ذلك الذي تلبّي دعوته؟، بل حتى حيث تحطّ رحالك في خلوَتك، فتأمّل تلك السبل! وكيف يجب أن تكون حركتنا في ساحة الحياة، وأيّ الأعمال والأدوار أجدر، وايّ الأماكن أَوْلى في الإرتياد؟!! فهل كلّ عمل أو مكان أو دعوة أو أجتماعٍ يصلح ان أكون فيه ونحن في كل لحظة نتوقع ان نجده ونراه بجانبنا" فإنَّ ظهوره "عجل الله فرجه" خفيٌّ في توقيته كخفاء يوم القيامة، وسرعة ظهوره ومفاجأتهِ للناس كسرعة حدوث يوم القيامة، فقد قيل لرسول الله:

{يا رسول الله متى يخرج القائم من ذريتك؟ فأجاب : مَثَلهُ مِثل الساعة التي "لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَ بَغْتَةً" ولكَ أن تتخيّل!

ومن هنا علينا أن نبقى على أهبة الاستعداد واليقظة، حتى يجدنا قد هيّأنا الأجواء ، نعم : يجب ان نهَيّء أنفسنا لنكون أهلٌ لتهيئة الأرض، أن تكون ثمة أرض طاهرة يُعبَد الله فيها حقَّ عبادته، أرض خالية من أدغال الشبهات والفساد، وثمة أمّة وجماعات رجالًا ونساءًا شيبًا وشبانًا تتحرك من خلال خط اللهِ ورسوله وأوْلي الأمر أئمتنا "عليهم السلام" في حركةٍ تمتاز بالعفة والطهر والتقوى، حركة لاتخلط بين المفاهيم ولاتعتمد الرؤية الضبابية، فالحق حق والباطل باطل والصلاح صلاح والفساد فساد وليس مابينهما سوى الاشتباه والاهواء وإيحاءات الشيطان والنفس الأمارة وأدواتهما عبر إشارات ناعمة تدعو إلى التوريط والانزلاق!

"اللهم أرنا الحق حقًّا لنتّبعه والباطل باطلا لنجتنبه ولاتجعله علينا متشابها.

ولكي يكون الانتظار إيجابيًا، لابد ان نعطي كل قوّتنا وطاقاتنا والكثير من وقتنا وحتى راحتنا،ضمن المنهج الإلهي الأصيل{النظيف}المكلّل  بقوة القلب وطهارة المحتوى، واليقظة والبصيرة، وكثير من الإيثار ونكران الذات والبعد مااستطعنا عن سبل الشيطان وأدواته مهما قربت، والقرب من الله بأخلاص النية وتحديد الهدف واتخاذ الوسائل الحقّة مهما بعدت، وهذه بعض مقوّمات حقيقة الانتظار الايجابي في سبيل التمهيد وتهيئة الاجواء لاستقبال القائد الذي ننتظر، فكلّنا مكلّفون بالتبيين لمشروعه المقدّس وكلّنا مسؤولون عن الإسلام والمذهب، حتى يأذنَ الله لوليّه "أرواحنا فداه" باستلام الحكم الإلهيّ العالميّ بإقامة دولة الحق والعدل ولو كره الكافرون.

"اللهم عجل لوليك الفرج"

 

٢٤-شعبان١٤٤٤هج

١٧-آذار ٢٠٢٣م

 

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك