علي الخالدي ||
الحدث السياسي الاضخم في عموم العالم وغرب آسيا خصوصا، هو استئناف التعاملات والتبادلات السياسية، بين جمهورية إيران الإسلامية والمملكة العربية السعودية.
سقط وقع خبر عودة هذه الصلات الدبلوماسية وتجددها بين البلدين بعد قطيعة سبع سنين على المحور الأمريكي، كصاعقٍ أو زلزال كسرت القيود التي حاولت دول الاستكبار فرضها بين المشرق وغربه، منذ عام ٢٠١٥ حيث حرب اليمن، والتي حاولت مساعي ووساطات سلطنة عمان وجمهورية العراق إعادتها، على مدار الاعوام الماضية، حتى في حدث استشهاد القائد قاسم سليماني، ذكر أنه كان يحمل رسالة فيها رد الجمهورية الإسلامية، على وساطة العراق, والذي يقوم بنقلها إلى السعودية بيد رئيس الوزراء الأسبق السيد عادل عبد المهدي.
تميزت السعودية بأنها من الدول الأكثر خدمة للشيطان الاكبر ( أمريكا) في المنطقة، وهذا حال جميع دول الخليج وخروجها من هذه الطاعة من المعجزات، واستنفذت كل طاقاتها المالية والبشرية في تنفيذ مشاريع الإرهاب والتكفير، حفاظاً على وجودها وديمومة بقائها بين تزاحم مماليك وتصاعد وتساقط جمهوريات في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، في مسلسل الربيع العربي وغيره، وكان الأخير الهاجس والكابوس الذي يهدد به بقاء سلاطين ال سعود.
الولايات المتحدة الأمريكية وبعد الكبوات والسقطات التي مرت بها من أحداث فايروس كورونا والحرب الأوكرانية مع الروس، شكلت بحبوحة تنفس للسعودية والتي بدورها استغلت الضعف الأمريكي والصهيوني الذي تمران به مؤخرا، وقررت البحث على من ينتشلها من المستنقع الذي أسقطاها به ( اليمن) فاتجهت بالهروب إلى معسكر الشرق، حيث الصين التي ستنقذها من وحل تراجع الاقتصاد، وايران الإسلامية من ضربات حوثيي اليمن، الذين أخرجوا مصافي نفط شركة أرامكو من الخدمة لأكثر من عامين.
ان السياسات الغربية تخشى نتائج هذا الزلزال الدبلوماسي, الذي سيخلف تدمير مشاريع التخريب في المنطقة, ويهد الكثير منها التي ترعاها السعودية, حيث سيتم عبر هذه الاتفاقية تجفيف العديد من منابع الارهاب وروافده, ومنها اعمال الشغب في ايران التي لمس بصمات الخليج فيها, وتبني الفصائل التكفيرية في سوريا, والحركات والتيارات المنحرفة في العراق, وتخفيف الخناق حول شيعة الاحساء والقطيف والبحرين, وكثير من الحواضر الاسلامية المخالفة بتوجهاتها العقائدية للوهابية.
اخيرا يمكن التذكير ان الهدنة هذه سياسية وليس عقائدية, ولا يمكن التنازل من خلالها عن اصل الخلاف, وهو الولاية والخلافة لأمير المؤمنين عليه السلام, وقد يرفع هذا العهد بعض الحيف عن الشيعة في السعودية, ويسمح لهم بإقامة شعائرهم الدينة .
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha