مانع الزاملي ||
كلنا عندما نودع شهر رمضان نبتهل الى الله ان يعود علينا شهررمضان قادم ونحن طيبون ، اليس كذلك ؟
ما الغاية من هذا الامل المشفوع بالرجاء والابتهال والتوسل ؟ اكيد هو لكي نكمل نفوسنا ونطهرها ، ونزيد من حسناتها، ونتدارك ما فرط منا من ذنوب ، وموبقات ، نحن معشر المؤمنين لسنا معصومين ، ويصدر منا الذنب لامحالة ، لكن تكرار نفس الذنوب ، بنفس الكيفية والنوعية ،والمقدار شي غير صحيح ، نحن جميعا يغيب عنا شي ، وهو اننا نعتقد بأننا نغالط الخالق كما يغالط بعضنا البعض ! وهذه طامة كبرى ومعصية كبيرة تتطلب التوبة والندم ! في معاملاتنا اليومية نكذب دون قصد ، مثلا عندما نتثاقل عن استقبال صديق جاء لزيارتنا نوصي احد ابناءنا ان يقول للضيف والدنا ذهب للزيارة ! او سافر منذ يومين، او هو مدعو عند صديقه الفلاني وكلها لاصحة لها ، اعتقد احد هذه الامثلة مرت عليكم ، احيانا لانؤدي الصلاة لوقتها واذا نبهنا احد نقول له الان في شغل اصلي بعد الفراغ وهو ليس في شغل ! يتصوران الخالق قاهر الزمان والمكان عالم الخفايا غير مطلع على مايقول ويضمر ، وهذا يتنافى مع التسبيح ، لأننا عندما نقول سبحان الله نعني ان الله منزه عن كل نقص افتراضي ، منزه عن كل نقص نعلمه وما لانعلمه، سبحان الله يقولها بعضنا كما يقول لصديقه عندما يفترقان ( تفضل اشرب قهوه) وهو يعلم ان صديقه مشغول عن تلبية دعوته! فسبحان الله تنزيه في القول وفي العمل ، كلنا او بعضنا عندما يحصل له امر عكس مايرغب يقول ( ربي شسويت وياك وعطلت سيارتي ، مثلا) هذا الكلام نسف التنزيه والتسبيح لانك فرضت لله عملا لايصح ولاينسجم مع ساحة قدسه، لذلك عندما يطل علينا شهر المغفرة بعد ايام معدودة ان نتهيأ بصدق وعزيمة وتوكل ان نكون مؤمنين بما يمكننا ، ولانجعل ايامنا تنصرم ونحن نمارس ذات الاعمال والممارسات التي لاينبغي ان تصدر منا لا في شهر رمضان ولافي غيره ( الامام الخميني (قدس) يقول مامعناه ( لاتعصوا الله وانتم في حضرته او في ضيافته )ونحن في شهر رمضان وفي غيره نحن في محضر وضيوف الله وجلوس على سفرة نعمته بشكل اوسع من مفهوم سفرة الاكل والشرب ، سفرة فيها كل شي ،ولايمكن عد او احصاء النعم التي نتمتع بها وهو القائل ( وان تعدوا نعمة الله لاتحصوها) اذن كيف بنا الالمام بحجم وعدد النعم التي وهبها الله لنا ونجازيه بالعصيان ( تتحبب الي واتبغض اليك ) ما اجرأ الانسان على مولاه ، ( تدعوني فأولي عنك ) نكران للجميل ومقابلة الحب بالجفاء والقطيعة والادبار عن الله ، هذه ذنوب لانتحسسها لأننا تعودنا عليها لذا وجب علينا تداركها عاجلا ، ولايمكن لنا تداركها مالم يوفقنا الله وتوفيقه منوط بطاعته والتوسل اليه بأقبال قلب وروح وجسد ، وكلنا نعي هذه الحقائق لكننا نغفل عنها وذكري لها الان هو التنبيه نفسي ، ومن شاء ان يستفيد من هذه الذكرى ( ان الذكرى تنفع المؤمنين )والحمد لله رب العالمين .
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha