المقالات

الاتفاق: الصيني - السعودي – الإيراني (القيمة الإستراتيجية)

907 2023-03-14

حازم أحمد فضالة ||

 

    أُعلن الاتفاق الصيني السعودي الإيراني، في: 10-آذار-2023، في العاصمة الصينية (بكين)، بحضور الوفدين السعودي والإيراني، وكنا قد عرضنا قراءتنا الأولية بشأنه في قسمين:

الأول: التراجع السعودي - العوامل والخطوات.

الثاني: اتفاق الجمهورية الإسلامية العظمى - السعودية.

لكن! ذكرنا في النقطة الأخيرة مصطلح (القيمة الإستراتيجية للاتفاق) المشروطة في نسبة ما بالالتزام السعودي.

    من أجل ذلك، نعرض قراءتنا وتحليلنا لهذه القيمة الإستراتيجية:

1- الاتفاق ضمَّ ثلاثة شركاء من الدول هم: الصين، السعودية، إيران، أي: الصين ليست (راعية)، إنما الصين (شريك أساس في الاتفاق).

2- أثبتت الصين بشراكتها في هذا الاتفاق، أنها مشتركة في قيادة الدبلوماسية وإدارتها في (غرب آسيا)، وهنا نقرأ متغيرًا جيوسياسيًا في السياسة الصينية، إذ انتقلت من التقوقع الجغرافي إلى اللعب الجيوسياسي، وهي شريك في تفعيل الدبلوماسية بين: سورية - السعودية، لبنان - السعودية، اليمن - السعودية… فضلًا عن إيران.

3- الحضور الصيني الدبلوماسي الجيوسياسي في غرب آسيا، يستلزم -بالضرورة- تراجعًا جيوسياسيًا أميركيًا في غرب آسيا، والأميركي يعلم ذلك، وهو يتماهى معه.

4- قفزة الصين هذه في (آذار-2023) إلى غرب آسيا، تعادل قفزة روسيا إلى غرب آسيا في (سورية) في (أيلول-2015).

5- المشروع الأميركي الإستراتيجي الذي بدأه الرئيس الأميركي الماضي ترمب، وهو (اتفاقات إبراهام - التطبيع)، وفعَّله ودعَّمه الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن؛ تحول إلى نفايات تكتيكية، تُرْكَم على إسرائيل التي بدأت تتحول إلى (نفايات إستراتيجية) ستنتهي -بحسب المعطيات الحالية- عام (2028)؛ فلسطين من غير وجود صهيوني.

6- الصين حاضرة إلى غرب آسيا بثقل اقتصادي سياسي دبلوماسي، يقابله بالتوازي انسحاب أميركي إستراتيجي سياسي دبلوماسي، والانسحاب الأميركي يُخلِّف معارك انسحاب تكتيكية، تتطلب معالجة صينية - إيرانية، لأنَّ السعودي أضعف من أن يشترك في إدارة هذه المواجهة، فأُوكِلَت المَهَمَّة في مسارها المنطقي إلى هذا المحور المقتدر.

7- تعمَّقَت عُزْلة إسرائيل، وزاد اقتدار دول محور المقاومة في هذا الاتفاق، ومع حجم التداعيات وتدحرجها داخل فلسطين المحتلة التي يفرضها (المواطن المقاوِم)؛ فإنَّ الانحسار الإسرائيلي يزداد، كذلك فإنَّ هرب أصحاب رؤوس الأموال والشركات الكبرى من فلسطين المحتلة في ازدياد.

8- الجمهورية الإسلامية والسعودية، تمثلان ضفَّتَي الخليج، وهذا يعني أمن الخليج وتدفّق مصادر الطاقة من مضيق هرمز، وسوف تدخل اليمن لتكامل بذلك أمن المضايق: هرمز، باب المندب، وتبدو قضية اليمن أول الملفات التي يجب أن تُحَل.

9- الصين اليوم لا تمثل نفسها، بل تمثل: (منظمة شنغهاي) وتمثل: (اتحاد دول بريكس)، وخطوة الاتفاق هذه، تعني حضور ثقل روسيا العظمى في الاتفاق.

10- الاتفاق سوف يحوِّل إيران تدريجيًا، من العدو الطائفي ذي البرنامج النووي الخطر… إلى الدولة المعتدلة الآمنة، التي يجب أن تشترك معها دول الخليج والمنطقة العربية في الاقتصاد وأمن المنطقة، وتتغير آلية المنظومات الإعلامية الموجهة على إيران، وتعود إسرائيل إلى عصر بداية الإسلام؛ بصفتها (العدو) الذي يجب أن يرحل من أرض الإسلام، هذا على مدى السنين القليلة المقبلة، بحكم الإستراتيجيا الثابتة لمحور المقاومة، والمحكومة بالمتغيرات العالمية الجديدة.

 

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك