عبدالجبار الغراب ||
الناظر لحقيقة الأوضاع الحالية وكل متغيراتها العالمية والمتتبع لكل الأمور وبمختلف التفاصيل وبشكل كلها في الاصل واضح ومؤكد وموجود وتحديدا في كل المناطق المشتعله احداثها منذ سنوات : يلاحظ وقائع ومعطيات أفرزتها قوى الخير في مواجهتها لقوى الشر ، لتنقلب كل مجريات الأحداث عكس أمنيات واحلام من أعدوا وخططوا ورتبوا لأجل تحقيق السيطرة والامتداد والتوسع والانتشار والهيمنة والاستغلال ، لتفشل قوى الشر والغطرسة الأمريكية الصهيونية واعوانهم في المنطقة في تحقيق مبتغاهم طوال سنوات عنجهيتهم الخبيثة وحقدهم الدفين وبالخصوص على من افشلوا واوقفوا مسلسلات نشرهم للحروب والمشاكل والفتن ، ليخسروا بفعلها ألأف المليارات من الدولارات لتدعيم قوتهم في كل المستويات العسكرية والاقتصادية والسياسية، لتذهب كلها ادراج الرياح مخلفين ورائهم خيبات وتهاوي وسقوط لمكانتهم وسمعتهم العالمية وفي تراجعهم كقوة كبرى احادية القطب ، وتتخبطات وبإستمرار لكل سياساتهم في ايجادها للبدائل والاوراق قد يكون لها أثر او تأثير يعودوا من خلالها لجزء من مكانتهم وسمعتهم العالمية.
لتتماشي الأحداث كلها وفي منطقة الشرق الأوسط بالذات ضمن مسارات متنوعة لتنتج معها متغيرات تصاعد على إثرها قوى مقاومة اتحدت مع بعضها في مواجهة النفوذ والسيطرة الأمريكية الصهيونية الغربية وجعلت لها مكانة وقيمة وبروز وظهور دائم أيقن بعدها الأعداء ومن وضعوهم عقبات وأهداف لتحقيق مأربهم لزرع الخلاف والشقاق وبين دول الجوار انه قد آن الأوان ولامجال غير مد الايادي وفتح العلاقات ونسيان ما مضى كبوابه للبدء نحو رآب الصدع والتفكير جليل بأمن واسقرار المنطقة وابعاد نيران الخطر والمخاطر التي تشعل لهيب حرارتها القوى المستكبرة والنظر الى المتغيرات العالمية نظره ميزان انه قد راح زمان الهيمنة والانفراد العالمي ، فالبروز والظهور القوي لروسيا والصعود السريع للصين والتطور المذهل الكبير لإيران جعل من التقارب وجوده بين الدول مسلكا وتهيئه للمصالحة وإعادة للثقة وبناء للعلاقات من جديد وهذا ما حصل بين الجمهورية الإسلامية الايرانية والسعودية وبتدخل صيني اظهر براعته في النجاح لتقريب وجهات النظر وهذا ما حدث.
ليشكل الاتفاق الإيراني السعودي فتح للكثير من الملفات لجعلها مواضيع هامة في محتوياتها لإصلاح ما أفسدته قوى الشر والإستكبار للصيد والاستغلال من دعمهم للصراعات وتغذيتهم للحروب ولسنوات طويلة خسرت معها دول المنطقة كل مقومات الآمن والاستقرار لصالح التواجد الامريكي الصهيوني الغربي في السواحل والجزر والممرات ، وما التواجد الكبير للقوات الأمريكية في الجنوب اليمني المحتل الا دليل كبير لإعادة الاحتلال والسيطرة على ممرات وسواحل العرب والمسلمين لأطماع ومآرب لأمريكا وإسرائيل وأيضا ما يقوم به الاحتلال الاسرائيلي من تصعيد خطير وعدوان مباشر على سوريا سيكون له توابع وافرازات لردود كبيرة ستشتعل معها الصراعات في المنطقة ، فالحرب العبثية على اليمن واليمنيون ولسنوات طويلة اقترب عامها التاسع من الدخول لم تحقق فيها دول العدوان الا القتل والدمار وتشريدهم لملايين المواطنين وخلقهم للشعب اليمني بأكمله لأكبر كارثة مأساوية عالمية لم يشهد لها التاريخ مثيل ، في مقابل الردع والتصدي والانتصار والصمود اليمني لإفشال كل المخططات وإلحاقهم الهزيمة والذل والهوان بقوى تحالف العدوان.
ومن هنا لابد على ملوك وأمراء بني سعود استغلالهم لهذا التطور النوعي وجعله إيجابي في اعادتهم للعلاقات مع الجمهورية الإسلامية الايرانية لإيقاف العدوان على اليمن وتحقيق التقدم السريع في المفاوضات وإنهاء للعدوان وفتح آفاق واسعة في بناء علاقات حسن الجوار مع اليمن واصلاح ما افسدوه من خراب ودمار طوال الثمان السنوات والعمل على تقيمهم للاوضاع الحالية وما يدار من خطط وتجهيزات أمريكية صهيونية غربية في مناطق العرب لأغراض إشعال الحروب وتحقيق للآمال ستفصح عنها الاسابيع او الشهور القادمة لمسلسل تدميري خطير من شأنه سيضع كل الدول في هاوية اذا ما تم ابعاد الاحتلال الصهيوني الأمريكي الفرنسي البريطاني من الجنوب اليمني وهذا هو السيناريو السلبي الذي اذا ما واجهت السعودية مخطط البقاء والتواجد الأمريكي في المنطقة والذي يدرسه بعض المحلليين اذا ما حدث تصاعد وحرب مع إيران فالسعودية ستكون بمآمن ونجاه من السلاح والصورايخ الإيرانية كنوع من الرد الإيراني اذا ما اقدمت أمريكا وحلفاؤها من توجية اي ضربة عسكرية لإيران ، ولكن لكل ما تقوم به أمريكا من مخططات هو في عيون الإيرانيين مدروس ومعد لإفشال مختلف السيناريوهات الأمريكية الصهيونية ، وما الانتظار اليماني وجعل باب السلام مفتوح من خلال الحوار لتحقيق مطالب اليمنييين العادلة المشروعة كحل لإنهاء الحرب الا افساح للحجة لأجل إظهارها بأخذ الحق بقوة اليد وبإعطاء إشارة البدء من القيادة الثورية والسياسية في تحرير الجنوب اليمني من الغزاة المحتلين لننتظر ذلك إنا معكم لمنتظرون وان غدآ لناظرة لقريب.
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha