( بقلم : سيف الدين احمد )
الكهرباء حكاية قديمة كانت السبب في نزوح الملايين من العراقيين قبل سقوط نظام صدام وكانت القصة المشهورة عند العراقيين هي انك اذا اردت ان تهجر العراقيين من بلد ما فاقطع الكهرباء عنهم وبعد سقوط صنم الدكتاتور تنفس العراقيون نسائم جديدة واستبشروا خيرا بالقادم الجديد فتغير كل شيء في العراق وكان من المؤمل ان تتغير الكهرباء فعينت الحكومة التنصيبية ايهم السامرائي وزير للكهرباء فلم تتغير الكهرباء كما تغير النظام وراحت الاتهامات تؤكد ان وزير الكهرباء تاجر يستفيد من قطع الكهرباء في توريد المولدات حتى سقط الوزير ولاحقته يد القضاء ليفر بفضل اصدقائه الامريكان
وبعد حين عين السيد شلاش ولم يصلح شيئا رغم الاموال التي يصرفها العراق من نفطه على الكهرباء بعدها جاء كريم وحيد وما ادراك ما كريم وحيد فقد فاق وحيد كل التصورات ولم يدخر كذبة واحدة لم يقصها على العراقيين فبعد تسنمه الوزارة بشهر قطع الوعود بان الكهرباء سترجع الى سالف عهدها وان مدة القطع لن تتجاوز الست ساعات يوميا ثم بعد ستة اشهر سيقوم بهبة الناس مكرمة صدامية تجعل الكهرباء لن تنقطع ابدا وصبر الناس وتدنت حالة الكهرباء الصحية ونقلت الكهرباء للانعاش فخرج الوزير وقال بعد ستة اشهر ستصبح الكهرباء ( كمرة وربيع ) على حد قول الوزير باللهجة العامية القروية وكانت الاعذار تتفاوت وتعلق على علاقة الامن والارهاب فاستقر الامن بفضل خطة فرض القانون وصارت الملاكات الهندسية تعمل براحتها ولم يقتل اي منتسب من منتسبي الكهرباء ولكن حالة الكهرباء العجوز ازدادت سوءا وكان الشتاء يجبر الناس على الوقوف طوابير من اجل الغاز والنفط للتدفئة والطبخ
فخرج علينا الوزير مع اول موجة برد ليكذب علينا بان البرد هو السبب والبرد بريء من دم الذئب كما يقال فقص لنا الوزير قصة الفيل الذي يطير والتي تعلمها من رئيسه صدام الذي اهدى له شهادة الماجستير والدكتوراه بذل وخنوع فقال لنا وحيد بان الاسلاك تجمدت والكهرباء تجمدت كما يتجمد الكولا في الانابيب عفوا في اسلاك الكهرباء لا عفوا لقد قال ان الغاز الذي ينقل الكهرباء تجمد في الانابيب فرد عليه احد الكتاب بان روسيا التي لاتزيد درجة الحرارة فيها عن -2 اثنين تحت الصفر لم ينقطع فيها الغاز ولم يتجمد ثم ليست كل محطات العراق تعمل بالغاز فالكثير منها يعمل بالوقود السائل وبالبخار ومن غير المعقول ان يتجمد البخار ولا الوقود السائل فالوقود يعيش مع العراقيين ولم نر في حياتنا سيارة وقفت في الشارع لان وقودها قد جمد
وبعد انكشاف كذبة الوزير قنع بالسكوت وراح يكذب على الناس عندما استدعى وسائل الاعلام لترافقه وتزوقه وتلمعه في زيارته الى محطات الكهرباء في العامرية والسيدية ومن هناك اطلق كذبته المشهورة ان صيف بغداد سيشهد عدم انقطاع الكهرباء وها هو الصيف اقتحم ابواب الفقراء والاغنياء على حد سواء وراح يفتك بالشيخ الكبير والعجائز ويزيد من صراخات الاطفال في الليل والنهار وراح يستلب لب الانسان العراقي الذي صار اليوم يذهب الى عمله كالسكران لانه يشغل ليله بتشغيل المولدة او بالتقلب على سطح الدار من شدة الحر لمن لديه سطح وما ان حل الصيف حتى صرح الوزير الكذاب بان العواصف الترابية اضلت الكهرباء فقد انعدمت الرؤية بين محطات التوليد الكبيرة وبين محطات التوزيع مع اول عاصفة ترابية فاضطر العراقيون الى ان يصبروا مراين الاولى على تقطع الكهرباء الدائم والاتربة التي خنقت الكثير وقتلت الكثير لان الحرارة والاتربة عدوة الناس ولم يكتفي بل راح وزير الكهرباء الى ان يعدنا بان صيف هذا العام سيكون من دون كهرباء لان الشت داون على الابواب ثم لم يخجل من كثرة الانقطاعات
بل راح الى ابعد من ذلك راح الى الرد على منتقديه بمؤتمر صحفي يدعي فيه ان الارهاب وشحة الوقود هما السبب في انقطاع التيار الكهربائي والكل يعلم ان الامن اليوم افضل من كل يوم وانها ربيع الامن في العراق وهي قصة لا يعرف الوزير انها صارت قديمة جدا وان الاتربة وعثة الخشب قد اكلتها وان الوقود اليوم افضل رغم ان وزير النفط اصبح ادائه افضل بعد التهديد الاخير بعزله واعتقد ان على وزير الكهرباء ان يلقي باستقالته قبل ان يلقى به في غياهب الجب من قبل رئيس الوزراء على القضاء العراقي وعلى هيئة النزاهة ان تكون نزيهة لتفضح سرقات وزير الكهرباء التكنوقراط والذي اساء للجامعة العراقية بعد ان اثبت انه تكنوغباء تكنوكذب تكنودجل تكنوسلاب ؟؟؟
https://telegram.me/buratha