د. محمد ابو النواعير ||
عادة ما تكون المشاريع مبنية على فلسفة قيادة تبدأ بهرم اعلى، ومن ثم تنشطر الى قيادات عليا، ثم قيادات وسطية ، ثم تنتهي بالانتشار الواسع للقاعدة الدنيا.
اختلف منهج المرجع الكبير فقيه آل البيت سماحة السيد محمد سعيد الحكيم عليه رضوان الله في فلسفته لادارة دفة انتشار الثورة الاخلاقية والاعلامية والتوعوية لمذهب آل البيت عليهم السلام.
لقد كان رضوان الله عليه مدافعا شرسا عن البنى الجوانية، والبنى الفوقية للمذهب وللدين.
كان يعتمد في منهجه على استنفار كل الطاقات، فلم يكن مرجعا نخبويا يقتصر على مصادر طاقة الوعي النخبوي فقط .
بل كان قدس سره مرجعا حركيا ترك منهجه اثرا عميقا وبصمات واضحة في الطبقات الشعبية والعشائرية والاجتماعية المختلفة.
وأهم وادق واعقد منهج وفلسفة ادارية اتبعها رضوان الله تعالى عليه في نشر المذهب، هي في دعمه الكبير واللامحدود لقضية الشعائر الحسينية، حيث انه وبحكمته وذكائه لم يجعل حمل راية التشيع حكرا على الطبقة الحوزوية فقط، بل حاول كل جهده ان يجعل من عملية نشر التشيع مهمة يقوم بها كل فرد من موقعه.
اي ان مشروعه كان تفويض الفرد الشيعي في نقل التشيع اعلاميا ووجدانيا، من خلال الشعائر الحسينية ممارسة ودعما، حتى وان كان هذا الفرد أميّا جاهلا لا يقرأ ولا يكتب. !
وهذه كانت خطوة جبارة وجريئة وخطرة، نجح سماحته في ان يفتح ملايين الجبهات التي تنشر وتناضل من اجل التشيع، دون ان يجعل لاسمه الشريف، اشتراطية مرجعية مركزية، تقيد حركة الانتشار هذه.
فسلام عليه يوم ولد ويوم توفي طيبا طاهرا، ويوم يبعث حيّا شفيعا للمؤمنين.
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha