علاء الساعدي ||
الإنتظار هو ترقب وتهيؤ واستعداد، فقد ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وأله وسلم أنه قال: ”أفضل أعمال أمتي إنتظار الفرج“ هذا الانتظار هو الذي يرسّخ الدين على الأرض، انتظار ظهور الدين يستلزم الإعداد للدين، فانتظار الفرج يجعلك أكثر استعدادًا لنصرة الدين ولحمايته ولتمكينه، حيث نترقب ونتهيأ ونستعد لاستقبال بقية الله في أرضه، مثبت الدين، القائم بالحق ولو كره المشركون.
نعيش اليوم إرهاصات عصر الظهور الشريف، العصر ألذي انتظره الأنبياء والأولياء والصالحون منذ خلق الله البشرية إلى يومنا هذا، حيث كانوا تواقين وعاشقين وٱملين أن يكونوا في زمننا اليوم، لكي يتشرفوا بأن يكونوا من الذين وهب الله لهم خدمة القائم من أل محمد، حيث زمن اقتراب معشوق المؤمنين، زمن إقتراب الفجر المنير من بعد الليل المظلم، وهج شمس الصباح الذي سينير أبصار الخلق من بعد سنين عجاف مرة مظلمة، بانت بشائر نوره، والناس عامة في غفلة عن ذلك الا ما شاء ربي أن اختار من في قلوبهم حبه وعشق خدمته، تمهيدا لظهوره.
وضع ائمة الهدى عليهم افضل الصلاة وأتم السلام روايات عديدة متسلسلة، فيها علامات تلو العلامات، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا، براهين ترسم للمنتظرين طريق لمعرفته، وتهيء لنا نهج لنصرته، والاستعداد والتعبئة له قبيل ظهوره وقدومه، إذ لا يمكن أن يتم ظهور الإمام أرواحنا فداه دون تهيئة قواعد العشاق له من المؤمنين والمؤمنات، والناصرين له والمهيئين لأمره، وهذه المجاميع المنتظرة ترسم خطوط الانتظار بأفق أيماني مهتد بهدى الائمة الاطهار وعلى نهجهم القويم الذي وضعوه ورسموه للمؤمنين عبر أحاديثهم الشريفة.
اليوم نترقب العلامات، ومن ضمن هذه العلامات وضع لنا ائمتنا الهداة الرايات الهادية، التي لابد ان ننصرها لكي نكون على خط الهدى الموضوع من قبلهم حتى لا نكون على الخط المخالف لهم، المعادي لنهجهم، إذ لابد أن يكون المنتظر على بصيرة المرجعية الرشيدة الحافظة لوحدة الدين الحق، حيث إن المراجع العدول الهداة هم نواب بالنيابة الصغرى عن الإمام القائم المنتظر عجل الله فرجه الشريف، ولابد ان نكون على طاعتهم ممتثلين لتوجيهاتهم السديدة، وقد أشار لنا الائمة عليهم السلام برايتي الهدى أليماني والخراساني وأن نكون ناصرين لهاتين الرايتين حيث هذه الرايات ستهيء الاقتدارات التعبوية والعسكرية لظهوره وقيامه، حيث إن اليماني الموصوف بأهدى الرايات، الذي يمكن للإمام أرواحنا فداه التعبئة والإستعداد في المنتظرين، واضع كل أمره لخدمته، ولا تكون أعماله إلا له، حيث وصفه ائمة الهدى بأنه لا يدعو إلا إلى صاحبكم، ينير دروب المنتظرين لنصرته، يهيئهم له، يجعلهم ذائبين في الإستعداد لظهوره، ونصرة قيام دولته الشريفة، دولة "الله" دولة العدل الإلهي المنتظرة، والاقتدار العسكري السابق للظهور سيمكن المنتظرين من ردع قوة السفياني اللعين، حيث لابد أن يكون للإقتدار العسكري للخراساني دور كبير في ردع إبن أكلة الاكباد بعد وصوله الكوفة، حيث سيندحر على يد هاتين الرايتين الشريفتين اليماني والخراساني.
الإنتظار على الوعي ونشره، والبصيرة وإبصار المجتمع بها، والترقب والتهيؤ والاستعداد وحث الناس بذلك، وبث علوم الروايات فيهم لكي يتهيأوا لنصرة الحبيب المنتظر، الذي هو (ارواحنا فداه) ينتظرنا ونحن له منتظرون، حيث ندنو من دولة العز دولته، وبشائر النور لاحت في الأفق.
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha