علاء الزغابي ||
الصراحة والوقاحة، الصراحة غالبا تنبع من محبة بهدف نبيل تقاس ببرودة اثرها وحلاوته، والوقاحة تنبع من بغض دنيء تطعن في صدر الشخص الاخر .
الصراحة تكفينا مؤونة التعب، والجهد في الحصول على المعلومة الصحيحة، والصريحة المباشرة، كما أنها تقضي على القيل والقال، واحاديث النفس التي يتصيدها الشيطان، الصريحون هم أناس يملكون قلوبا قوية، شجاعة كافية لقول الحق مهما كان، دون الإساءة إلى أحد، أو جرح أحد، لا يعرفون المراوغة، والالتواء، فقولهم ثابت وواضح، لا يمكن تأوليه، لانهم اعتادوا على هذه الاقوال والأفعال فهي عادتهم، ومصدر قوتهم، وشجاعتهم، وفخرهم، رضي من رضي، وسخط من سخط، إذا خسرت شخصاً لأنك كنت صريحاً معه فأنت الرابح لأن العقول الصغيرة هي التي لا تستوعب الصراحة، الصراحة تعني قول الحق، والصدق، وقد يكون ذلك في غير مصلحتك، ولا يقدر على هذا إلا الكبار أصحاب النفوس الكبيرة. تروق لي صراحتي، ولكنها لا تعجب الاخرين، فهل اعيش وحيدا ام اكون معهم من الكاذبين؟
ما أول وصف ستنعت به شخصا يتجاهل حدود الادب عند التعامل معك؟ غالبا ستصفه بالوقح، والوقاحة صفة مذمومة على مقياس الأخلاق، في بعض الأحيان يطلق هذا الوصف على بعض الاشخاص فقط من أجل إهانتهم، لكن كيف نفرق بين الشخص الوقح فعلا والمهان دون ذنب؟ هناك ما يسمى بالأخلاقيات والآداب العامة التي تعكس ثقافة الشعوب، عند تجاوز هذه القوانين أو الآداب العامة أو إظهار عدم الاحترام لها، يطلق على هذا السلوك وقاحة، وتتمثل في أي سلوك ينحرف عن الاداب أو التصرفات المقبولة على المستوى الاجتماعي في بعض الأحيان قد تؤدي تلك السلوكيات إلى الإجرام، عندما نتعامل مع شخصيات وقحة في حياتنا نتاثر كثيرا، وقد يمتد الأمر للتاثير على الصحة، إن تكوين علاقات مع شخصيات كتلك يؤدي في النهاية للوصول إلى مرحلة مسمومة .
لا تبالغ في المجاملة حتى لا تسقط في بئر النفاق، ولا تبالغ في الصراحة حتى لا تسقط في وحل الوقاحة، وليس من الادب ان تجرح مشاعر الناس وتقول انا صريح هناك فرق بين الصراحة والوقاحة، وتذكر بان ليس كل صامت غير قادر على الرد .
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha