مانع الزاملي ||
تزايدت الهجمة الاستكبارية في الفترة الاخيرة مستهدفة العقائد ،والافكار ، والسلوكيات ،والمفاهيم ،التي تتصدى للمشروع الاستكباري الذي يسعى لكسر شوكة المؤمنين الحاملين لرسالة السماء، التي قضى الله ان يجعلها امانا للناس من الانحراف والفساد ونزول البلاء ، ولكي نكون بمستوى الرسالة المحمدية الاصيلة المستقاة من نهج ال محمد علينا ان نحدد الايمان وصفاته ومستلزماته ، وكيف ننشىء جيلا واعيا لما يقوم به من دور ، لان العمل دون علم لاينتج الا الفشل، والضياع ،وهزيمة المشروع الالهي بسبب عدم تسلحنا نحن بأدوات النصر والغلبة ، لان السماء لاتجامل احدا ، بل تمنح النصر لمن يسير على خطى تحقيق النصر بعد الاتكال على مصدر القوة المطلق وهو الله جل جلاله وتهئة وسائل وعدة النصر،
* كيف نكون مؤمنين حقيقيين :
يكون الايمان بالله حقيقيا عندما يرسخ في القلب ويثبت في قلوبنا كالجبل ويتجلى هذا الايمان بخشيتنا من الله خالقنا الذي كرمنا وجعلنا خلفاء في ارضه،وينبغي ان يتجلى الايمان في اقوالنا وسلوكنا وحركاتنا وسكناتنا ولابد لنا ان نتصف بصفات توصلنا للايمان الحقيقي ومنها
* الرضا بما يقضيه الله سبحانه وتعالى ويقدره وان يتجسد هذا الرضا بالقول والعمل ويسوق العلماء مثالا رائعا في هذا المورد وهو تسليم نبينا صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الاطهار عند وفاة فلذة كبده ابراهيم حيث قال (انا بفراقك يا ابراهيم لمحزونون ولانقول الا مايرضي ربنا ) رغم فداحة المصاب عبر عن تسليم مطلق للوهاب لان الذي اعطى هو الذي أخذ.
* وعلينا ان نتذكر عظيم اجر الله لنا عندما يبتلينا ، ويروى ان امرأة مؤمنة جرحت اصبعها وضحكت او ابتسمت فقيل لها ماذا يضحكك وقد سال دم اصبعك مع ما يصاحبه من الالم فقالت تلك المؤمنة (لذة الاجر والثواب انستني الالم وافرحتني ) هكذا ينبغي ان يتعلم المؤمن الحقيقي.
* الصبر على البلاء وهو من اهم الوسائل التي تزيد من الايمان وتحكمه لقوله عز من قائل(ولما رأى المومنون الأحزاب قالوا هذا ماوعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتَسليما ) فالايمان يزداد بالطاعة والعبادة كالصبر وتلاوة القرآن وحضور مجالس العلم ومجالس احياءذكرى مصائب وافراح آهل البيت عليهم سلام الله ورضوانه،
* الابتعاد عن الشر وقول كلام الخير واحترام الجار واكرام الضيف والتصدق ومساعدة المحتاج والمضطر وان من وصايا نبينا صلوات الله وسلامه عليه قوله (مَن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلايؤذِ جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه ،ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت) وبعد ان يستقيم لسانه بقول الخير يستقيم قلبه لقوله صلى الله عليه وآله (لايستقيم ايمان عبدٍ حتى يستقيم قلبه ، ولايستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ، ولايدخل الجنة رجلُ لايأمن جاره بوائقه)
* نشر الخير والدعوة اليه ، والنهي عن المنكر والمعاصي لحديثه صل الله عليه وآله (مَن رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم بستطِع فبقلبه ، وذلك اضعف الايمان)
* الاتصاف بصفات المؤمنين الصادقين وهي التي توصل الى البر والتقوى ومنها ماجاءفي قوله تعالى ( ليس البرّ ان تولوا وجوهكم قبلَ المشرق والمغرب ولكن البرمَن آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حُبهِ ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس اولئك الذين صدقوا واؤلئك هم المتقون ) وذلك من خلال الايمان بالله تعالى والتصديق بوجود الملائكة ، وجميع الكتب السماوية وعالم الغيب والتصدق على الفقراءوالمساكين وابن السبيل .
*الخشوع والسكون اثناء الصلاة لقوله تعالى ( والذين هم في صلاتهم خاشعون )ويتحقق خشوع القلب بأستشعار عظمة الجبار والنظر الى موضع السجود وتفريغ القلب من اي شاغل عدى الله سبحانه ، مع المحافظة على الصلاة في وقتها ( والذين هم على صلواتِهم يحافظون )
* والاعراض عن اللغو ( والذين هم عن اللغو معرضون )واللغو كل كلام او الفاظ لاثمر ولا منفعة فيها من سوءظن وغيبة وافتراءوكلام باطل وكلما يقع تحت مفهوم اللغو من مصاديق
* واداءالزكاة لقوله جل علاه ( والذين هم للزكاة فاعلون ) وهي اعطاء المال المحدد شرعا للمحتاجين وكذلك تزكية النفس كالابتعاد عن المعاصي بكل انواعها.
* وحفظ الفروج : ( والذين هم لفروجهم حافظون الا على ازواجهم ) وهذا الحفظ لازم للعفة ذكرانا واناثا لانه تتحقق به الطهارة الجسدية والمعنوية ويحفظ الانساب ، ويتحقق ذلك بالابتعاد عن الزنا واللواط وكل شي يشمله حكمهما من عادات ورذائل جلبها لنا اعداء الاسلام من مثلية وشذوذ وامثالها .
* وكذلك حفظ الامانة بأداءها لأهلها مادية كانت ام معنوية ( والذين هم لأماناتهم وعدهم راعون) والوفاءبالعهد والوعد .
*الهجرة والجهاد ( والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا اولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم ) هنا تلازم بين الهجرة والجهاد فمرة الانسان يهجر المعاصي وآخرى يهجر الوطن استعدادا لمقاومة الظالمين والمستكبرين تحت راية عالم يملك الآهلية في قيادة المجاهدين ،وتنظيم امرهم وتمحيص الصادق من المنافق صاحب الاغراض الدنيوية ،ومصاديق الجهاد في عصرنا يتحقق من خلال مهام فصائل المقاومة التي اربكت العدو بعملياتها البطولية في لبنان وفلسطين والعراق واليمن وغيرها من الساحات التي يقررها قادة الجهاد .
* وذكر الله ، ان ذكر الله ينبغي ان لايفارق لسان وجوارح المؤمن الرسالي صباحا ومساءا وفي كل حين ، لان الله يذكر ذاكريه بالموفقية والسداد (واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدوّ والآصال ولاتكن من الغافلين )
ان آثارالايمان تظهر على صاحبها وتجعل منه صافي النفس وذو تأثير على نفوس الآخرين ،
اذن علينا ان نتسلح بأيمان ثابت وان يشد بعضنا بعضا لان عدونا وحد صفوفه وكشر عن انيابه وعلينا الصبر والحذر لاننا ان غفلنا عن العدو فلن يتركنا والعاقبة للمتقين .
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha