علاء الساعدي ||
الكور الخمس إحدى المدلولات المناطقية لعصر الظهور الشريف، وتعتبر دليل مهم من معالم التعرف على خروج السفياني الأموي، والدلائل الروائية التي خصها ائمة الهدى في احاديثهم الخاصة بحركة هذا اللعين وضعت للقارئ والباحث نهج هذا الخبيث، حيث الكور الخمس اليوم بالمصطلحات الحديثه هي المحافظات او الاقاليم الرئيسية في الشام، وتمتد من جنوب دمشق الى شمالها حيث المدن والمحافظات الرئيسية المحيطة بالعاصمة.
ورد ذكر الكور الخمس عند ائمة الهدى عليهم السلام في روايات عديدة، ففي رواية عبد الله بن ابي منصور البجلي قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن اسم السفياني؟ فقال: وما تصنع باسمه إذا ملك كور الشام الخمس: دمشق وحمص وفلسطين والاردن وقنسرين فتوقعوا بعد ذلك الفرج (كمال الدين وتمام النعمة : 651).
رواية اخرى عن هشام بن سالم عن الامام الصادق عليه السلام قوله: (اذا استولى السفياني على الكور الخمس فعدوا له تسعة اشهر وزعم هشام ان الكور الخمس: دمشق وفلسطين والاردن وحمص وحلب)
(غيبة النعماني : 316 ب18 ح13).
دمشق تمثل اللب ومركز القرار، والذي يحتمل أن يقتل فيها الاصهب، حيث الأصهب إحدى الرايات الثلاث التي ستكون في الشام عقب الحرب العالمية، حيث ذكرتهم الروايات الشريفة بالرايات المختلفة بمعية راية السفياني وراية الابقع، حيث ان السفياني سيقضي على الابقع ثم الاصهب لكي يستولي على هذه الكور الخمس.
فلسطين هنا احدى هذه الكور الخمس، فليس من المعقول ان تكون نفسها المقصودة اليوم بالكيان الصهيوني، اذ من دلالات السفياني اللعين ان ياتي متنصرا وفي عنقه الصليب، اي يأتي والدعم الغربي لا ينقطع عنه، داعما اساسيا له، بل هو المهيء له للسيطرة على منبر دمشق، ناهيك عن ان زوال دويلة بني اسرائيل في افسادهم الثاني سيكون القضاء عليه على يد إمامنا صاحب العصر والزمان ارواحنا لمقدمه الفداء، وبذلك تنتفي فكرة ان تكون فلسطين هي المعنية بذلك، وإنما المقصود هنا هو محافظة القنيطرة التي تأريخيا تتبع فلسطين وهي المقصودة وتمثل إحدى هذه الكور الخمس.
الاردن التي تعتبر ايضا احدى هذه الكور الخمس، هنا لو أردنا ان نقول انها اليوم نفسها الدولة الاردنية! لخالفنا منهج الرواية الشريفة والواقع السياسي، حيث الرواية الشريفة تدلنا على خروجه من الوادي اليابس ولم تقل الاردن، اذ أن الوادي اليابس اليوم يتمثل بمنطقة درعا والرمثا، حيث تقعان ضمن وادي حوران التابع تأريخيا للاردن وهو المقصود، ناهيك عن ان الاردن من اوأئل الدول المطبعة والمقيمة للعلاقات الواسعة مع هذا الكيان المسخ، وأحدى الدول الحامية لهذا الكيان بصورة غير مباشرة.
رواية عبد الله البجلي ذكرت قنسرين ضمن الكور الخمس، وقنسرين تأريخيا تشمل حماة وحلب وادلب مجتمعة، وبذلك تكون هي نفسها المقصودة بحلب، وفي رواية هشام بن سالم، تبقى حمص وهي معروفة ضمن موقعها التأريخي والجغرافي إحدى هذه الكور.
الروايات الشريفة لم تتناول مناطق الساحل السوري ومحافظة اللاذقية، حيث ان اللاذقية وما يحيطها من مناطق الساحل السوري تعتبر من مضارب بني كلب، التي ظاهرا السفياني يكون منهم كلبيا، أموي من ال بني امية عليهم لعائن الله، فهم اخواله، وبنو كلب سابقا كانوا قبائل عربية يمانية مسيحية، وقد اعتنقوا فيما بعد المذهب العلوي.
كذلك مناطق الشمال الشرقي السوري اليوم، حيث يسكنها الاكراد، حيث يسمون تاريخيا بالمروانيين، حيث إن هذه المناطق كدير الزور والرقة وما يحيطها، ستكون ارضا لمعركة اخرى بمواجهة جيش السفياني، اثناء تقدمه نحو العراق، حيث قرقيسياء الثانية.
رواية أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: السفياني من المحتوم، وخروجه في رجب، ومن أول خروجه إلى آخره خمسة عشر شهرا، ستة أشهر يقاتل فيها، فإذا ملك الكور الخمس ملك تسعة أشهر، ولم يزد عليها يوما
(غيبة النعماني: ٣٠٨ ب١٨ ح١).
تشير الرواية الشريفة الى انقضاء فترة ستة اشهر للاستيلاء على هذه الكور الخمسة، حيث مدة السفياني الكلية خمسة عشر شهرا، فيتبقى تسعة اشهر، سيستغرقها في سوريا والعراق، حيث لابد ان يستهلك فترة من هذه التسعة اشهر في حرب قرقيسياء الثانية، حيث يقضي على بنو قيس، العشائر العربية الحاضنة للفصائل التكفيرية ومن يسندهم من قوات تركية تدخل لمحاربة الكرد بعد اعلان دولتهم المتمردة على نظام الدولة الشامية، حيث دولتهم هذه محاذية للدولة التركية، اذ ينفصلون بأقامة دولتهم قبيل الحرب العالمية التي وصفها ائمة الهدى بهرج الروم.
لابد ان تكون هناك قوة عسكرية ضخمة تبدأ مع السفياني، منذ لحظة دخوله من الوادي اليابس، تقاتل تحت قيادته، حيث يكون بانتظاره السبعة نفر وهم لابد ان يكونوا من اصحاب الوجاهة الاجتماعية او السياسية، والذي يكون تحت يد احدهم طاعة من لواء معقود وهو كناية عن القوة العسكرية التي ستخرج معه، والتي ستأتمر بأمره مستجيبة لطاعته كما تذكر هذه الرواية عن محمد بن جعفر بن علي قال: (يخرج
السفياني من ناحية مدينة دمشق من واد يقال له وادي اليابس، يخرج في سبعة نفر، مع رجل منهم لواء معقود، يعرفون في لوائه النصر يسيرون بين يديه على ثلاثين ميلا، لا يرى ذلك العلم احد الا انهزم)
(مخطوطة ابن حماد ص75 ).
السيطرة على هذه الكور الخمس، حدث لابد منه، معارك ستقوم حتى يقضي على مناوئيه من رايتي الابقع والاصهب، لكي يشق طريقه، فبدون السيطرة على هذه المحافظات، لن يتمكن من حكم سوريا، وبعدها هدفه الرئيسي الآخر هو "العراق" اذ لا يكون له همة إلا الاقبال نحو العراق، العراق! هدفه القومي، والمطلب الغربي الذي دعم من اجله لكي يحققه.
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha