د. علي المؤمن ||
"جهاد التبيين" هو الجهاد بالكلمة، وهو ليس واجباً كفائياً، بل واجب عيني على كل من يستطيع الكلام والكتابة، لأنه سلا ح الأنبياء والأوصياء، وتعبير المؤمن عن انتمائه لدينه ومذهبه: ((وأَنزلنا إِليك الذكْر لِتُبَيِّنَ لِلناس ما نُزِّلَ إِليهم ولعلّهم يتفكّرون))، وهو ما كان يفعله رسول الله طيلة حياته. ويقرن الإمام علي جهاد النفس والمال بجهاد اللسان، أي جهاد التبيين: ((الله الله في الجها د بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في سبيل الله))، وكذا قول الإمام الحسين: ((يا أيها الناس، اسمعوا قولي ولا تعجلوني حتى أعظكم بما لكم عليّ)). كما كان أئمة آل البيت بعد الإمام الحسين يمارسون جهاد التبيين، دون جهاد ا لسيف، وفق ما كانوا يرونه من المصلحة والتكليف الشرعي، وبالتالي؛ فجهاد التبيين لايقل أهمية وأجراً عن جهاد العدو بالسلا ح.
ولعل أحد أعظم نماذج جهاد التبيين هو حراك السيد زينب بنت الإمام علي بعد واقعة كربلاء، بما في ذلك جهادها العلوي الشجاع في مجلس يزيد بن معاوية، ثم مرحلة إقامتها في المدينة.
وميدان "جهاد التبيين" هو الحرب الناعمة، أي ممارسته عبر مختلف الوسائل: في البيت، في الشارع، في العمل، في المسجد، في المقهى، في الملعب، في المجالس، في الإذاعات وقنوات التلفزيون، في الصحف والمجلات، وذلك بهدف تبيين الحقائق الدينية والمذهبية، وتوعية الناس وتحصين المجتمع والتمسك بالهوية، والدفاع عن النظام الإجتماعي الديني وقيادته المرجعية.
ولايوجد عذر لأي شخص عن أداء واجب جهاد التبيين، مهما بلغت التحديات وتراكمت الإشكاليات، وتخلى القريب والبعيد، وتقاعست الجماعات والمؤسسات الإسلامية، وفشلت وسائل الإعلام المعنية؛ فحتى لو بقي أحدنا لوحده في الميدان؛ لما سقط عنه الواجب.
.ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha