المقالات

رَبيبةُ بيتُ الوحي..


كوثر العزاوي ||

 

زينب العظمة، والدور المنوط بها أعظم..زينب الموقف والكلمة..زينب إمرأة التاريخ، ومَن على ساريتهِ كُتِبَ الإباء في محضرِ العشق والفناء { مارأيتُ إلّا جميلا}!!

فلاغرو لما تَعلم وأنت تقلّبُ تاريخَ مَن نشأت في بيت الوحي وباكورة العلم والفضل، ومركز التوحيد والنور..ومن نمير ذلك نهلَت علوم جدّها وأبيها وأمها وأخوَيها، فكانت من أجلِّ العالِمات، ومن أكثرهنَّ إحاطة بشؤون الشريعة وأحكام الدين، وعلاوة على ذلك، فهي شجرةٌ بحجم الشموخ..جلبابها العفاف، وتحت وارفِ ظلالِها نحتَ التاريخ إسمًا بلونِ غبار الطف، ليُفصِح عن أسمى معاني الإباءٌ والعزم، وقوة الصبر والشكيمة، بل وحتى الرمال التي وطأتها أقدامها تهمس للمُلكِ والملكوت بتعجّب وإعجاب، يوم تخطّت تلك السبل التي عَبَرتها بشقِّ النفس وهي التي لم يُرَ لها ظلّ، بيدَ أنها عَبَرتها، لتُشهِدَ الله والتاريخ على نُصرتها للحقّ وإمام زمانها، فكان كل همّها رضا الله وقبول قرابينها ومآسيها! فأثبتتْ براسخ يقينها،وثبات مبدأها، كيف أخضعت الجبابرة المتربّعين على العروش الملطّخة بدماء الأحرار، بدماء سيد الشهداء الحسين "علـيه السلام"! ولقد شَهِدت لها معالم الشام وآفاق الكوفة، حينما  تزلزلت بحضورها كياناتُ أشباه الرجال! وكانت ألمَعُ خطيبةً في الإسلام،إذ هزّت العواطف، وأضرَمت القلوب، وقلَبَت الرأي العام وجنّدتهُ للسخط والثورة على الحكم الاُموي، وذلك في خطبها التأريخية الخالدة التي ألقتها في الكوفة ودمشق، وهي تكشفُ عن مدى رصيدها  الثقافي والأدبي، وهي تفرغ عن لسانٍ علويٍّ مبين! وكأنها رسمت خطة لتاريخ المرأة في قابل الزمان تشرح فيها خطوات الجهاد الفعلية المتوازنة، عندما تُفرَض عليها في أصعب وأشدّ المواقف، كأنّي بها "سلام الله عليها" توضّحُ كيفية التحرّك للمرأة، ومتى، وكيف، ووِفق أيّ من الضوابط والموازين الشرعية!

لكي تستطيع أن تتحوّل المرأة الزبنبية الى جبلٍ في روح أمرأة لتتمكّن من مواجهة عُتاة القوم وعُتوِّ عواصفهم!! ومن هنا نفهم، أنّ المرأة الزينبية تستطيع استلال الشرعية من تفاصيل شخصية مولاتنا "زينب" إذا اقتضت الظروف في الدفاع عن الحق، وهو بلاشك درس لِمن أبصرَت معنى أنّ للمرأة دور في ضرورة إعداد نفسها، لأجل نصرة إمام زمانها والتفاني في طريق الحق، ونبذ الذات لملازمة المشروع المهدويّ في آخر الزمان بروح فاطمية وبعمق البصيرة الزينبية، فذكرى شهادة "زينب" تثبيتًا لقلوبنا، وإنعاش لهمّتنا.

و{لِمِثْلِ هَٰذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ} الصافات-٦١

 

١٥-رجب الأصب١٤٤٤هج

٧-شباط٢٠٢٣م

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك