المقالات

من يمسك الدولار في العراق؟!


محمد حسن الساعدي ||

 

لاشك أن معيشة المواطن العراقي البسيط ومتطلباته اليومية, من أهم الأولويات, كونها تلامس حياته وقوته اليومي، وأي مضاربة أو تلاعب يتعلق بها, سيؤثر على حياته ومعيشته.. لذلك فأن عملية صعود الدولار أمام الدينار العراقي باتت تهدد القوت اليومي للمواطن, وتؤثر في حياته ومستقبل عائلته.

عملية صعود الدولار أمام الدينار العراقي, فيها جنبة سياسية وأقتصادية، فعملية التهريب المنظمة التي تمارسها بعض المصارف المحلية إلى دول الجوار، كانت من اهم الأسباب التي دفعت البنك الفيدرالي الأمريكي, لإيقاف هذه المصارف ومنع التعامل معها، خصوصاً مع علمنا أن التعامل المصرفي بالدولار, يراقب بدقة من قبل الجانب الأمريكي، وهذا بديهي جدا إقتصاديا وسياسيا, والذي يعتبرها مصدر قوته في العالم.

العامل الدولي هو الأخر كان مؤثرا جداً على المشهد السياسي والاقتصادي على حد سواء، وبات يدخل في المتغيرات على الأرض، فالواقع الاقتصادي يرتبط ارتباطا وثيقاً بالواقع السياسي.. فصار منطقيا أن نجد القوى الغربية هي من تتحكم بالمشهد الاقتصادي العالمي, من خلال منظمات تراقب عمل وحركة الدولار بل ومجمل الإقتصاد, وتراقب عمليات التهريب التي تمارسها بعض الجهات في العالم ودوله ومن ضمنها العراق، والذي أثرت عمليات التهريب على أقتصاده، وكان بشكل سلبي خصوصا على قيمة الدينار أمام الدولار، ما ساهم فعلاً في صعوده وتأثيره السلبي على حياة المواطن وقوته اليومي.

عمليات التهريب المنظمة والأموال العراقية الموجود في الخارج، كلها أسباب أثرت على عملية صعود الدولار أمام الدينار، وجعلته يتعرض إلى هذا الصعود والذي ربما سيتزايد شيئاً فشيئاً، ما لم تكن هناك إجراءات سريعة كفيلة بمعالجة الوضع الاقتصادي, والوقوف على عمليات التلاعب وتهريب العملة، كذلك على الحكومة إيجاد السبل الكفيلة لمحاربة التهريب للخارج, عبر إجراءات قانونية ورقابة مشددة على بعض المصارف التي علياه مؤشرات مريبة.. إلى جانب إعادة الأموال المهربة للخارج, عبر اتفاقيات تجريها الحكومة العراقية مع هذه الدول.

لا يمكن للحكومة العراقية أن تتحرك لوحدها ما لم يكن هناك تنسيق بينها وبين البنك الفيدرالي الأمريكي, واللجوء للحوار للوقوف على مكامن الخلل، وإيجاد أليات لمعالجة هذا الارتفاع.. كما ينبغي أن تكون هناك إجراءات داخلية منها "تقوية الدينار العراقي على حساب الدولار" وتمتين الاقتصاد العراقي وإدامته, عبر الإهتمام بالقطاع الخاص وتفعيل قوانين الاستثمار, وبما يعزز قو هذا القطاع, ويعطي فسحة له في المشاركة بتقوية الاقتصاد الوطني من جهة, وتوفير فرص عمل مهمة فيه.

حكومة السيد السوداني مطالبة اليوم بإيجاد أليات عملية لمعالجة ملف سعر صرف العملة، وربما هناك حلول قريبة كما يتداول, ولكنها لن تكون سريعة وآنية، فمن الطبيعي أمام المشاكل الكبيرة المتراكمة أمام حكومة السيد السوداني أن تنتظر الحلول متأنية، ولا يمكن باي مقاييس سياسية أو حتى اقتصادية أن يكون حلها سريعا.. وأي إجراء تقوم به حكومة السوداني, لمعالجة هذا الملف وغيره, سيكون كفيلاً بالتغير الإيجابي نحو اقتصاد حر ومستقر في العراق.

 

 

ـــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك