المقالات

حلَّين أحلاهما مر..!


عباس الاعرجي ||

 

بكل تأكيد أن آلة الزمن تخلخل ميزانها وخرجت عن السيطرة ، هكذا على ما يبدو بدت الامور ، وتدحرجت كرة الثلج في مرحلة تتمظهر فيها الاختلالات في موازين القوى على صعيد المنطقة والعالم .

وعندما يكون المرء ملماً بإمور زمانه ، بمعنى أنه مواكب للأحداث ومدرك لما يدور حوله محلياً وعالمياً ومطلعاً على التيارات المختلفة في رسم الاحداث العالمية وتحديدها ، يستطيع تمييز الصالح منها من الطالح ، عندئذ لا يمكن للأخطاء أن تتسرب الى تحليلاته .

يقول الكاتب جوزيف ناي في كتاب القوة الناعمة ، إن حسم الصراعات بالقوة العسكرية وحدها ، أصبح أمراً من الماضي خاصةً في ظل الانفتاح وقوة وسائل الاتصال ، ويدعوا الى إعتماد ستراتيجية القوة الناعمة لضمان الطاعة العمياء لحلفاء واشنطن ليس من الحكام فقط ، بل من شعوب المناطق التي تريد أمريكا فرض سبطرتها عليها بشكل كامل .

فسلاح الدولار وهنا مربط الفرس هو أشرس وأَشَد مَضاضَةً عَلى المَرءِ مِن وَقعِ الحُسامِ المُهَندِ وأقوى أسلحة القوة الناعمة ، وخصوصاً على الشعب العراقي المعروف بحدة المزاج وعدم الصبر على قصر ذات اليد ، وفي هذا المقطع الزمني بالذات من عمر البشرية .

فديمومة الوفرة المالية في ظل التطور الرفاهي للحياة ، أصبحت ضرورة ملحة لا غنى عنها بالمطلق ، لكل سكان كوكبنا الارضي عموماً وللشعب العراقي بالاخص ، ومن دونها ستتحول جينات الجنس البشري الى حيوانات ضارية تأكل ما تحت السماء وما فوق الارض .

وما يزيد الطين بلة أن العراق يمتلك ما لا تمتلكه أغلب دول العالم من النعم التي وهبها الله له ، والتي لا تعد ولا تحصى ، وهو بالتالي لديه كل مقومات النهوض والثراء وقدرة الوقوف على ساقيه منتصباً لو أستفاد من فرصة تخلخل آلة الزمن عن السيطرة لصالحه ، وأدار مقود عربته نحو الجانب الشرقي وتحديداَ المارد الصيني ، حينذاك سنكون بأتم العافية ولا حاجة لنا بعكازات الدول الاستكبارية .

على أية حال نمني النفس ونشارك الشعب العراق فرحته يوم أمس بهبوط الدولار ومن الاعماق ، رغم كونها أخبار فيسبوكية لحد الان وننتظر ما تجود به يد الكريم بايدن بعد أيام ، وبدورنا نثمن جهود الحكومة في مسعاها هذا ، إلا أنه يجب ألا يكون تطبيقاً فعلياً لنظربة ، نريكم الموت بصعود الدولار حتى ترضون بصخونة أنبوب العقبة ، فحذاري حذاري أن تبيعوا عباءة شرف العراق بقرص رغيف الدولار .

 

ـــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك