المقالات

ماذا نستلهم من احياء الذكرى ؟


مانع الزاملي ||

 

كثيرة هي المناسبات والذكريات في الدنيا ، وربما نشترك مع كل شعوب العالم بتخليد شخصيات عظيمة ، او واقعة مهمة ، او حدث يستحق التخليد، لكننا نحن اهل العقيدة التي شرفنا  الله بها ، وجعلها مدرسة للبشرية جميعا وقوله تعالى (وما ارسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن اكثر الناس لايعلمون ) بمعنى لعامة الناس ،ونحن الذين شرفنا الله ان جعلنا من اتباع أئمة الهدى صلوات الله وسلامه عليهم ،يقع علينا حمل ثقيل وكبير ، يتطلب منا السعي وان نترجم سيرة هؤلاء العظام لعمل ، لان العبرة ليست في الكلام ونقله والاهتمام به وان كان هذا العمل حسن ومفيد، لكن الاهم منه ان نترجم قولهم وسيرتهم الى منهاج عمل ، وليس منهاج احتفال ينتهي كل شي بعد اخر فقرة منه ، نعم احياء ذكرى اهل البيت حزنهم وفرحهم وتعريف سيرتهم للناس اكدوا عليه صلوات الله عليهم ، لكن يبقى ماذا تركت هذه الذكرى في نفسي ونفسك ،في سلوكي وسلوكك ،في تعاملنا  ونحن  مع الناس او في الرئاسة او الوزارة او الوظيفة ، كيف عملنا وكم يتطابق عملنا مع نهج ائمتنا , هل طبقنا شيئا من وصاياهم ، ام اننا غلب علينا قول القائل نحن لسنا معصومون لكي نكول مثلهم ! هذا هو نزغ الشيطان الذي يريد مني ومنك ان نتقاعس بحجة اننا لسنا معصومون ، هل خدمة الناس واداء الامانة والصدق في الحديث ومساعدة الفقراء وتفقد احوال عوائل الشهداء تحتاج لعصمة!

 هل النزاهة وكف اليد عن المحرمات المادية وصيانة اموال الناس ومعائشهم تحتاج لعصمة !

هل انتخاب الاصلح والسعي لتطوير الذات وتحذير الناس من تقديم الفاسدين والجري ورائهم تحتاج لعصمة !

اذن نحن ملزمون ان نختار ايسر مانستطيع عمله من سلوكهم ونطبقه على انفسناونضع برنامج مكتوب يومي لسلوكنا ، حتى اذا جاءت الذكرى السنوية التالية نسأل انفسنا هذا السؤال المحدد، ماذا طبقنا من وصية او حديث او رواية وهل كنا موفقين في ذلك ام هي مجرد كلام حصل وانتهى ، الكل بوسعهم التحدث وابداء الاراء وعرض الافكار،  لكن العبرة بتبني الافكار عمليا ، المنافقون بارعون في الكلام ايضا  لكنهم اعداء الدين ، اتلو معي قوله تعالى ( واذا رأيتهم تعجبك اجسامهم وان يقولوا تسمع لقولهم ) بارعون في المظهر وفي الكلام ! اذن حسن الكلام قاسم مشترك بين المؤمن والمنافق وربما الكافر !

 لكن الفرق بالنسبة للمؤمن هو السلوك الايماني الذي يطابق القول بالفعل دون رياء ولا بتغاء وجه احد سوى وجه الكريم ، ربما هذا الطرح طرقه كثير من العلماء والاساتذة والمثقفين والكتاب ، وآخرين ، لكن بقى العمل لايرتقي لحجم الكلام بهوة شاسعة جدا ، عليه وجب علينا ان نسعى من جعل كل ذكرى وكل مناسبة درسا وسلوكا ،ولوكان احياء الامر مجرد كلام لما حث علية المعصوم ( رحم الله من احيا امرنا) لاتعود على المعصومين بمنفعة شخصية وهم المطهرون الذين اذهب الله عنهم الرجس , كلا احياء ذكرهم لكي نتذكر ماعلينا فعله واداءه لكي لاننسى ولكي نكون مصداق وترجمة عملية لنهجهم صلوات الله وسلامهم عليهم ، كل كلمة وكل سلوك يجب ان يكون طبق نهجهم نهج الله وان لم يتحقق هذا فاحتفالاتنا واعلامنا ومظاهرنا لاتغني من الحق شيئا ، ولكي لانكون مصداق لقوله جل علاه ( كبر مقتا عند الله ان تقولوا مالاتفعلون ) وهذا خسران واضح يدركه الكل ، نسأل الله ان يجعلنا نعمل بما نعلم ولايكون  ذلك الا بتوفيق من الله وسعي منا،

 والحمد لله رب العالمين

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك