الشيخ الدكتورعبدالرضا البهادلي ||
لا يزال علي عليه السلام الرجل الاستثنائي في تاريخ البشرية ، والنسخة التي لا تتكرر ، فهو الذي جسد الاسلام والقرآن بفكره واقواله واعماله طول حياته .
📍فهو العارف بالله تعالى ، الغارق في محبة الله وعشقه حتى محى وجوده في وجود الله تعالى. فلم يبق في قلبه غير الله .
وهو الذي يقول " الهي هب كمال الانقطاع اليك وانر ابصار قلوبنا بضياء نظرها اليك حتى تخرق ابصار القلوب حجب النور فتصل الى معدن العظمة وتصير ارواحنا معلقة بعز قدسك وجلال مجدك...."
ولقد رسم الطريق الى العرفان الحقيقي لمن يريد الوصول فكل مدعي العرفانوالتصوف ينسبون أنفسهم اليه.....
📍وهو القائد الرباني الكامل العادل الزاهد في حطام الدنيا ، فلم تغره الدنيا ، ولم يستسلم لها رغم اقبالها عليه بكلها ....
ولذلك كان يقول " يا دنيا يا دنيا إليك عني، أبي تعرضت أم إلي تشوقت؟ لا حان حينك، هيهات غري غيري ، لا حاجة لي فيك، قد طلقتك ثلاثا لا رجعة فيها، فعيشك قصير، وخطرك يسير، وأملك حقير، آه من قلة الزاد، وطول الطريق، وبعد السفر، وعظم المورد، وخشونة المضجع".
📍وهو الرجل الشجاع الذي انسى من كان قبله ولم يأت رجل بعده بشجاعته واقدامه ، وهو الذي ضربته يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين لانه قتل فارس قريش وشجاعها عمرو بن ود العامري. حتى افتخرت اخت عمر بأن من قتل أخيها علي عليه السلام " فَقَالَتْ كُفْوٌ كَرِيمٌ ثُمَّ أَنْشَأَتْ تَقُولُ
لَوْ كَانَ قَاتِلُ عَمْرٍو غَيْرَ قَاتِلِهِ لَكُنْتُ أَبْكِي عَلَيْهِ آخِرَ اَلْأَبَدِ لَكِنَّ قَاتِلَهُ مَنْ لاَ يُعَابُ بِهِ مَنْ كَانَ يُدْعَى قَدِيماً بَيْضَةَ اَلْبَلَدِ.
📍وهو البليغ الوصاف الذي يصف الاشياء وكأنك تنظر اليها ، فبلاغته وكلامه دون كلام الخالق ، وفوق كلام المخلوقين .فهذا نهج بلاغته يفصح لك عن فصاحته وبلاغته وكأنما يفرغ عن السماء .
يقول الشريف الرضي (رحمه الله) في وصف كلام الامام عليه السلام. " كان أمير المؤمنين (عليه السلام) مَشْرَعَ الفصاحة وموردها ومنشأ البلاغة ومولدها، ومنه ظهر مكنونها، وعنه أخذت قوانينها، وعلى أمثلته حذا كل قائل خطيب، وبكلامه استعان كل واعظ بليغ، ومع ذلك فقد سبق وقصروا وقد تقدم وتأخروا، لأن كلامه (عليه السلام) الذي عليه مسحة من العلم الإلهي وفيه عبقة من الكلام النبوي".
📍وهو العالم الحكيم الفيلسوف فكان بحرا من العلم والمعرفة يتدفق العلم منه تدفقا ،فقال عنه النبي صلى الله عليه واله " انا مدينة العلم وعلي بابها "وكان يقول عليه السلام " يقول سلوني قبل ان تفقدوني " وكان يقول " ان ها هنا علما جما لو وجدت له حملة " ثم يقول لقد علمني رسول الله الف باب من العلم ينفتح من كل باب الف باب. ".
📍وعلي عليه السلام رغم عاطفته وقلبه الكبير الذي يعطف على الفقير والمسكين ، ولكنه لا يداهن ويجامل على الحق ، ولا تأخذه لومة لائم حتى لاقرب الناس عليه، وقد قال لعقيل عندما جاء يلتمسه صاعا من الحنطة. " فأحميت له حديدة ثم أدنيتها من جسمه ليعتبر بها فضج ضجيج ذي دنف من ألمها، وكاد أن يحترق من ميسمها. فقلت له ثكلتك الثواكل يا عقيل ، أتئن من حديدة أحماها إنسانها للعبه، وتجرني إلى نار سجرها جبارها لغضبه. أتئن من الأذى ولا أئن من لظى.
📍هذا جزء من شخصية علي عليه السلام ، ونحن في القرن الواحد والعشرين ولا زال علي عليه السلام يعيش المظلومية بيننا ، إذ القليل من يعرف هذه الشخصية العظيمة المعرفة التي تجعل الانسان يذوب فيها....
فلا ادري كيف لا اجعل عليا امامي وقدوتي في الحياة ، وكيف لا يكون علي عليه السلام المرآة التي من خلالها اعرف الرجال في الحياة .....
📍نبارك لكم ولادة أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وجعلنا الله وإياكم من العارفين بحقه والسائرين على نهجه عليه السلام .
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha