يوسف الراشد ||
يحتفل العالم الاسلامي بذكرى ميلاد يعسوب الدين وامام المتقين الامام علي (عليه السلام) هذه الشخصية الاسلامية الفريدة من نوعها كان ميلاده معجزة فهو الوحيد الذي ولد في بيت الله الحرام وهذه معجزة وآية وشرف عظيم لمكة فهو رجل الاسلام الأول بعد النبي محمد (ص ( حيث كان لرسول الله كظله حيث جسد الاسلام في شخصيته تجسيداً حياً عملياً لذلك فهو إسلام يتحرك في الساحة وقد ضحى بنفسه و بكل ما يملك في سبيل الاسلام .
فكانت ولادته في الثالث عشر من شهر رجب قبل البعثة النبوية بعشر سنين وبعد عام الفيل بثلاثين سنة وقبل الهجرة النبوية ب ثلاثة وغشرين سنة في جوف الكعبة بمكّة المكرّمة وداخل البيت الحرام وهي فضيلة خصّه الله تعالى بها إجلالاً له وإعلاءً لمرتبته وإظهاراً لكرامته لم يسبقه نبي مرسل ولا وصي يذكر حتى قيام الساعة وكان سلوكه سلوك الرسول وعاش ومنذ نعومة أظفاره في كنف سيد الخلق وسول الرحمة محمّد رسول الله (ص) حيث نشأ وترعرع في ظل أخلاقه السماويّة السامية ونهل من ينابيع مودّته وحنانه ولم يفارقه حتى وفاة الرسول الاكرم .
واعتاد المسلمين في 13 من رجب الاحتفال بهذه الذكرى العطرة في جميع بقاع الارض المعمورة وفي دور العبادة من الجوامع والمساجد والحسينيات والمؤسسات الدينية والمراكز المعرفية الابتهاج بولادة علي بن ابي طالب (ع ) واقامة كرفانات الفرح والابتهاج واللقاء القصائد الشعرية والمسابقات وتخريج الدورات القراءنية والقاء الكلمات التي تمجد هذه الذكرى وبالتهاني والتبريكات للعالمين العربي والاسلامي .
اما استشاهده فكان في بيت الله في الحادي والعشرين من شهر رمضان عام 40ﻫ في مسجد الكوفة فكانت ولادته في بيت الله واستشهاده في بيت الله وهي خصله خصة الله بها فسلام عليه يوم ولده ويوم استشهده ويوم يبعث حيا يقف يوم المحشر قسيم الجنة والنار اما القابه فهو أمير المؤمنين ويعسوب الدين والوصي والمرتضى وزوج البتول وسيف الله المسلول وأمير البررة وقاتل الفجرة والكشّاف الكرب عن رسول الله والفاروق والوالي وقاضي دين رسول الله والنبأ العظيم والصراط المستقيم والأنزع البطين .
وكتب عنه المؤلفون والكتاب من غير المسلمين فهذا جورج جرداق في كتابه الإمام عليّ صوت العدالة الإنسانية ( إنّ عليّ بن أبي طالب من الأفذاذ النادرين) وقال شبلي شميل: عنه الإمام عليّ بن ابي طالب عظيم العظماء نسخة مفردةٌ لم يرَ لها الشرق ولا الغرب صورةً طبق الأصل لاقديماً ولا حديثاً وقال عنه الأُستاذ هاشم معروف لقد كان الإمام عليّ بن أبي طالب حدثاً تأريخياً غريباً عن طباع الناس وعاداتهم منذ ولادته وحتى النفس الأخير من حياته .. فكانت ولادته في ذلك المكان حدثاً تأريخياً لم يكن لأحد قبله ولم يحدث لأحد بعده .
ويبقى الامام علي بن ابي طالب ( عليه السلام ) صوت العدالة الانسانية ورمز الوحدة والالفة والمحبة بين جميع شعوب .