محمد الحسن ||
جاء إلى بغداد بشكل مختلف تماما، علّمته العاصمة ارتداء الجينز وقصات الشعر المختلفة، تبدّل لون بشرته الاسمر، اكمل الدكتوراه بتخصص ثاني، ثم شكّل حركة اعلامية بمسمى سياسي، احدهم ترك راتبه الذي يعادل راتب مدير عام ليتفرغ في العمل ضمن حركة العرباوي وشركاؤه. طبعا ليس منطقيا ولا يمكن تصديق انّ ذلك الموظف ترك الراتب من اجل قضية ما، فلا بدّ ان تكون المنح المالية التي يهبها العرباوي اكثر، ومواكب السيارات اعظم، فكيف حصل السيد العرباوي على كل تلك الاموال؟!.. سيرة الرجل وتاريخه لا يكشف كونه من اصحاب رؤوس الاموال، وبالتالي يجب وضعه موضع المحاكمة والسؤال؛ فالمواطن الفقير او متوسط الدخل لا يستطيع استئجار شقة صغيرة في الكرادة او الجادرية، فكيف استطاع العرباوي استئجار مقار كبيرة لحركته، ومن اين يستطيع تأمين رواتب كادر تلك الحركة الفضائية؟!.. إنّ فرضية التبرعات فرضية ساقطة لا يمكن الركون إليها، فممارسة العمل السياسي في عراق اليوم متاحة للجميع، وخالية من المبادئ التي تجعل عضو الحزب س او الحركة ص يؤمن بقضية ويتبرع لها من ماله الخاص، ناهيك عن كون مستوياتهم المعيشية عالية جدا ويتمتعون برفاه واضح، فمن يعرف، عبر التاريخ، مناضلا يرتاد المقاهي والقاعات الرياضية وصالونات التجميل ليدلنا عليه فنقول ان نضال العرباوي مستمدٌ من ذلك الرمز السياسي التاريخي!.. كل ذلك يندرج ضمن حياته الخاصة، غير أنّ السؤال الذي يجب ان نواجه به حركة العرباوي: كيف استطاع شاب بسيط مثله ان يفتح لنفسه مؤسسة سياسية توزع المرتبات على اعضاءها وتمتلك مواكب العجلات والمقار المختلفة؟! وهنا لا تخرج الاجابة عن اثنتين؛ اما ان يكون هذا الشاب قد انخرط في صفقات الفساد وهو جزء من مافيات نهب الدولة، او انّ مصدر امواله خارجيا. غير هذه الاجابات لا يمكن وضع اجابة ثالثة. انا لا اذهب الى الجواب الاول، فيبدو ان حديث الرجل عن الطبقة السياسية والفساد يعطي انطباعا عن عدم انخراطه في النهب، غير انّ هذه التبرئة تضعه في خانة اتهام خانقة، فالمال السياسي الخارجي قادر على صناعة دمى مشاكسة تحمل كلمات مكررة ترددها دوما بهدف ارباك الوضع الداخلي، وايضا هكذا حركات هي عبارة عن اوراق مؤجلة قد تضعها الصدفة في موقع ما، وهي الكارثة؛ فعندما تتسلط الافكار السطحية الغبية كفكرة (الازاحة الجبلية) تضيع الحدود الفاصلة بين الافكار الحقيقة والمصطلحات الفارغة التي ستؤسس لفساد كبير، فما قام وبني بالفساد ستكون نتيجته الكارثة.
ـــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha