اسراء السعدي
أعطى الاسلام للمرأة حقوقاً، لم تمنحها الاديان الأخرى، وأول هذه الحقوق، حق الحياة، حق العلم، وحق ابداء الرأي، وحق المساواة ولايوجد اختلاف بين الرجل والمرأة، إلا في بعض الفوارق بين الجنسين بطبيعة الحال تقتضي تحديد لكل منهما مسؤوليات بما يلائمهما واحدهما يكمل الأخر.
أكد الدين الأسلامي من خلال القرآن الكريم واعتبر الذكور والإناث بعضهم من بعض، فهما جزآن من كيان إنساني واحد مكتمل، واشتمل على إن قيمة الإنسان على حدٍ سواء، ذكرٌ أو انثى عند الله تعالى وكرامته عليه، بتبصره، وخصاله، وسلوكياته، كما قال (تعالى في محكم كتابه الكريم ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) إذن التمايز بالتقوى، والتقوى لاتأتي إلا بتطبيق احكام الله تعالى والشريعة الاسلامية.
عندما فُرِضَ على المرأة الحجاب والعفة والحياء، لا إستنقاصاً منها بل رُفِعَ من شأنها، وكرامتها، ومكانتها عن الإمام الرضا (عليه السلام ) أنه قال (حرم النظر إلى شعور النساء المحجوبات بالأزواج وغيرهن من النساء لما فيه من تهييج الرجال والدخول فيما لايحل ولايجمل وكذلك ماأشبه الشعور...)
فالحجاب الذي يخفي زينة المرأة، يحميها من سفلة الناس الذين لايتورعون عن إيذاء النساء، اذا كنّ ظاهرات زينتهن، فإظهار الزينة من الجاهلية.
الافكار الغربية المنحرفة، تسعى إلى إهانة كرامة المرأة بذريعة الحضارة والحرية، وحقوق المرأة، ويتربصون بنا ويدسون السم بالعسل من طرقهم يضربون الدين بالدين، برمي سهامهم صدور المسلمين، بذريعة ان المرأة مظلومة في الاسلام وأنها ضحية الرجل الشرقي، واصفون إياهم بالرجعين وتارة بالقمعين، للاسف الشديد نرى من يطبل ويروج للحضارة الغربية، هم من على انتشار الفساد في المجتمعات الأسلامية.
نفترض سلمنا إن المرأة ظلمت من قبل الاسلام، والفكر الاسلامي رجعي كما يدعون، والغرب بلد الحضارة، يبيح كل شئ للمرأة بذريعة الدفاع عن حقوق المرأة، وتحررها من قيودها.
نسأل سؤال ماذا تقصدون بالرجعيين؟
إذا كنتم تقصدون لايسعون إلى التغير، فقصدكم مغلوط لان الاسلام أعطى حق حرية التغير، فالإنسان يمتلك القدرة على تغير نفسه، وتغير محيطه من دون قيود، وتوجد آية صريحة عن ذلك في قول الله عزوجل ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)
ومما لاشك هذا متفق عليه.
إما اذا كنتم تقصدون التمسك بالمبادئ والقيم والقوانين التي وضعها الله للعباد بالرجعية.
هنا يرد اشكال: كما هو متعارف عند جميع الديانات، على حد سواء الاسلام وغير الاسلام، أي خرق لقانون أو مبدأ وضع بدستور من قبل جهة معينة، نتاجه يؤدي إلى الفوضى وعدم الاستقرار وفساد المجتمع وفقد السيطرة عليه وهذا يرفضه الجميع.
فلماذا تريدوننا ان نترك المبادئ والقيم، التي وضعها الله لنا وفق دستوراً، ومنهاجاً للحياة تحترم فيه انسانية الانسان وحقوقه على حد سواء ذكراً أو أنثى، فالحضارة ليست من منشأكم، فمبدأ الحضارة من الاسلام.
المرأة لن يكون لها وجود فعال، في إصلاح الاسرة والمجتمع وإعداد جيل واعي وعقائدي، إلا إذا كانت لها منهاج ومبادئ، وقيم اساسية، دينية عقائدية صحيحة، تسير على ضوئها وتتمسك بها للحفاظ على نفسها من الانجراف وراء الافكار الغربية المنحرفة التي ارادت اهدار كرامة المرأة.
https://telegram.me/buratha