عباس الاعرجي ||
صحيح أن الطعام هو عبارة عن بروتينات تدخل إلى جسم الانسان ، وعندئذ نكون قد حققنا رغبات الطرف الأدنى للنفس البشرية ، ولكن ليس هذا غاية ما كنا نتمناه ، ولاغاية ما كنا نصبوا اليه ، كنا نطمح في الحقيقة الى جلسة معكم على الكثبان العفَّر في الليالي القمَّر نهدي لكم طرفة وتُهدوننا مثلها .
فهدفنا كان هو جمع الحواضر على الوئام والالتئام ، من أجل استصحاب الماضي واخضاعه للحاضر ودمجهما معاً من أجل صناعة مستقبل واعد وزاهر ، يتيح له أن يقاوم المحن ويكسر كل الحواجز وأنات الليالي والبكاء على أنغام الشجن .
ونحن هنا نجزم وعلى نحو القطع واليقين ، إنَّ الجلوس على طاولة الموائد مع من نعشق مودتهم ، بين الفينة والأخرى ، يحي النفوس المرهقة والمتعبة ويطيب الخواطر ويديم العلاقات .
عوى الذئبُ فاستأنستُ بالذئبِ إذ عوى ، فدقق النظر معي عزيزي القارئ ، والحظ الرسالة التي أراد الشاعر في هذا البيت أن يدونها في مدوناته الشعرية ، حول نداء الفطرة وحنينها للارتواء عندما يعتريها عطش الأنيس .
فلا سبيل للإنسان إلا الإنسان ، فبأي آلاء ربكما تكذبان ، وهو وجهته ومرتجاه ومحل بلواه ، وما لنا من أضْمِدَ لجبر الخواطر المكسورة ، ولئم الجراحات المهجورة ، إلا بالمؤآنسة والإستأناس لمن يماثلنا في الخلقة والوجود .
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha